التقويم الاقتصادي لتسويق زيت الزيتون في الساحل السوري في رسالة دكتوراه

الوحدة 1-10-2020

 

 

نوقشت في جامعة تشرين (كلية الهندسة الزراعية) رسالة دكتوراه في اختصاص اقتصاد زراعي بعنوان: (التقويم الاقتصادي لتسويق زيت الزيتون في الساحل السوري، وتعزيز دوره التنافسي في الأسواق الخارجية) لطالب الدراسات العليا م. غسان عدنان بدور، وذلك بإشراف كل من د. غسان يعقوب مشرفاً رئيساً ود. محمود عليو مشرفاً مشاركاً.

وبعد انتهاء المناقشة تداولت لجنة الحكم المؤلفة من السادة: د. عمر فاروسي، ود فادي مقدسي، ود. سهيل خياط، ود. إبراهيم حمدان صقر، ود. غسان يعقوب، وبموجب المداولة منح م. غسان بدور درجة الدكتوراه بتقدير امتياز وعلامة قدرها (94%).

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في الرسالة من استنتاجات وتوصيات وقضايا أغنت موضوع البحث…

جاء في البحث: شهد إنتاج الزيتون في سورية تطوراً كبيراً مع بداية الألفية الجديدة نتيجة لزيادة المساحات المزروعة، واستخدام الأصناف المحسنة، حيث انتقلت سورية من استيراد زيت الزيتون إلى حالة من الاكتفاء الذاتي قبل أن تتحول إلى تصدير هذه السلعة المطلوبة عالمياً شاغلة المرتبة الخامسة عالمياً في إنتاج الزيتون، والرابعة في إنتاج زيت الزيتون في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. ويغطي زيت الزيتون السوري حاجة السوق المحلية والبالغة بحدود (110-120) ألف طن، بينما يتم تصدير الباقي، الأمر الذي يوفر كمية لا بأس بها من القطع الأجنبي لخزينة الدولة تصل في المتوسط لحدود (110) مليون دولار تقريباً في السنة، يهدف البحث إلى دراسة الحلقات التسويقية لزيت الزيتون، وتقدير دوال العرض والطلب، والعوامل المؤثرة عليهما وصولاً إلى تقييم فعالية العملية التسويقية لزيت الزيتون في المنطقة الساحلية من سورية، وذلك باستخدام أساليب التحليل الكمي والوصفي، وبالاعتماد على بيانات أولية جمعت خلال عام 2018 بالاعتماد على عينة حصصية تضم المنتجين المسوقين، إضافة إلى جميع الأطراف والهيئات التسويقية الرئيسة العاملة في مجال تسويق زيت الزيتون في اللاذقية وطرطوس بينت النتائج: تركز الخيارات التسويقية المتاحة أمام المزارعين على ست حلقات تسويقية كان أهمها تاجر الجملة والمعاصر والمستهلك، والتي تمّ من خلالها شراء نحو (36,7%) و (18,9%) و (18,5%) على التوالي من الكميات المعروضة من قبل المنتجين في ظل تركز طلب الشركات والمصدرين على الزيت الممتاز بنسبة (100%) و (82,7%) من إجمالي مشترياتها من أنواع الزيت. كما تميزت التكاليف التسويقية للمنتجين بانخفاضها مقدرة بنحو (78,8 ل.س/ كغ) حيث شكّلت نحو (7,5%) فقط من التكاليف الإجمالية. وبالتوازي مع ذلك ارتفعت الكفاءة التسويقية على مستوى المنتجين مقدرة بنحو (92,5%)، واستطاع المنتجون تحقيق أرباح صافية بلغ معدلها نحو (16%) بينما تعرضوا لخسارة صافية في حالة البيع للمعاصر مقدرة بنحو (19 ل.س/ كغ) أما بالنسبة للهيئات التسويقية فقد تبيّن أنّ المعاصر قد حققت أعلى ارباح تسويقية (24,6%) يليها الشركات بمتوسط (17,3%) فيما انخفضت الأرباح التسويقية لدى تاجر الجملة والتجزئة (14%) لكل منهما.

بلغ متوسط سعر مبيع زيت الزيتون على باب المزرعة لعام 2018 نحو (1254,8) ل.س/ كغ، بينما بلغ متوسط سعر المستهلك لزيت الزيتون البلدي (الخام) نحو (1709,9) ل.س/كغ، وتبعاً لذلك بلغ الهامش التسويقي الكلي للحلقة التسويقية الإجمالية لزيت الزيتون (455,1) ل.س/ كغ، وقد حصلت تجارة الجملة لزيت الزيتون على الحصة الأكبر من ليرة المستهلك (12,3%) مقابل (10,3%) لتجارة التجزئة و(3,7%) للمعاصر.

أيضاً تبيّن من تحليل دوال العرض والطلب أن مرونة العرض قد ارتفعت لدى مختلف الهيئات التسويقية خاصة تجار الجملة، بينما انخفضت إلى حدودها الدنيا في حلقة المزارعين وتجارة التجزئة (1,25)، وعلى صعيد التسويق الخارجي فقد بيّنت النتائج تراجع الكميات المصدرة من زيت الزيتون السوري بشكل كبير حيث تمثل الأثر الإجمالي للأزمة السورية على صادرات زيت الزيتون السوري بانخفاض (22) ألف طن سنوياً نتيجة لتراجع متوسط النصيب السوقي لسورية من صادرات زيت الزيتون من (3,1%) من إجمالي الطاقة الاستيعابية للسوق العالمي خلال فترة ما قبل الأزمة إلى (1,2%) فقط خلال فترة الأزمة وهو يعود بشكل أساسي إلى ارتفاع الأثر التنافسي الذي أسهم بنسبة (142%) من حصة سورية المفقودة خلال فترة الأزمة، والتي كانت تقدر بنحو (31) ألف طن كذلك الأمر فإن التوزيع الجغرافي لصادرات زيت الزيتون السوري أثر تأثيراً سلبياً نتيجة لفقدان حصة معتبرة (2971,7) طن في الأسواق المستوردة التقليدية بما يعادل (13,6%) من حصتها المفقودة خلال الأزمة مما يشير إلى عدم كفاية التوزيع الجغرافي لأسواق تصدير زيت الزيتون السوري، وتركز هذه الصادرات في أسواق بعينها.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار