إقبال متزايد على النوادي الرياضية رغم ارتفاع تكاليفها

الوحدة 23-9- 2020

 

 

 

تضاعف إقبال الشباب ومن كلا الجنسين في السنوات الأخيرة على الالتزام بالنوادي الرياضية ولكل هدفه وغايته حيث غدت اللياقة البدنية مجالاً شديد الاتساع.

 منذ حوالي ١٠ سنوات للآن أصبح الاهتمام بمجال اللياقة البدنية متزايداً حتى على صعيد الرياضات الأخرى مثل السلة وكرة القدم بسبب الفوائد الكبيرة الي أثبتتها هذه الرياضة ودورها في تحسين اللياقة والقوة و بالتالي رفع السوية التنافسية.

يؤكد الكابتن عمار ياسر بركة وهو أكاديمي مختص بالتغذية الرياضة والتدريب الشخصي، حاصل على شهادة مدرب شخصي معتمد من الجمعية الدولية للعلوم الرياضية بأمريكا، أن حوالي ٤٠٪ إلى ٥٠٪ من رواد النوادي هدفهم  خسارة الوزن وحوالي ٢٠٪ هدفهم زيادة الكتلة العضلية والجمال والقوة وحوالي ٣٠٪ يتمرنون لمجرد الحفاظ على اللياقة وصحة جيدة وهذه الفئة تشمل مختلف الأعمار وقد تصل لحدود الخمسينات.

بعيداً عن أجور النادي، المعروف أن المتدرب يحتاج إلى نظام غذائي معين وهذا يعني مزيداً من التكاليف، حول هذه النقطة أوضح الكابتن بركة أن هذه اللعبة مكلفة بشكل عام  وبشكل أدق يعتمد ذلك على الهدف من ممارسة الرياضة، ولم ينف حاجة المتدربين إلى مصروف كبير نسبياً مقارنة برياضات أخرى ولكن ذلك في المراحل المتقدمة، على سبيل المثال، من يرغب بالحفاظ  على لياقته وصحة جيدة ويمارسها كهواية فإن الالتزام بطعام  البيت الصحي والتمرين الصحيح كفيل بأن يعطيه الفائدة المرجوة، بينما إذا كان الهدف  الحصول على هيئة عضلية جميلة وكبيرة نسبياً فإن ذلك  يتطلب الالتزام التام ببرنامج غذائي وتدريبي يؤمن احتياجات الجسم من العناصر الغذائية ويخلق حالة توازن نتروجيني إيجابي بالجسم لضمان إتاحة فائض بروتيني يعتمد عليه الجسم ببناء العضلات،  ولا يقتصر الأمر على البروتين وحسب، إذ يجب تأمين العناصر الغذائية الأخرى من كاربوهيدرات ودهون صحية وفيتامينات ومعادن كما أن توقيت تناول المغذيات لا يقل أهمية عن كميتها.

 وختم كابتن بركة حديثه موضحاً أن الوصول لمرحلة متميزة في أي رياضة يتطلب مالاً وتكلفة لحدود معينة والبدائل موجودة،  والمكملات التي تعتبر غالية الثمن  ٩٠٪ منها لا داعي لها بالنسبة للعامة.

وبمناسبة الحديث عن المكملات الغذائية انتقلنا بالحديث حول ما يتعاطاه بعض الرياضيين من منشطات وهرمونات وغيرها من المواد وقال الكابتن بركة إن هذا الموضوع يعتمد على المدرب بشكل كبير، وأوضح أن كافة لاعبيه لا يأخذون أي مواد من هذا القبيل ولا ينصح بها.

يعمد بعض الرياضيين لتناول مواد منشطة وهرموينة متجاهلين أو جاهلين بآثارها السلبية على صحة الرياضي وقد أوضح الكابتن بركة وبصفته استشاري وإخصائي  تغذية أن جميع المتدربين لديه لا يتعاطون هذه العقاقير وأنه شرح لهم أضرارها  سلفاً.

على الطرف المقابل يوجد مدربون لا مهنيين لديهم استعداد أن يبيعوا اللاعب مواداً هو بغنى عنها تماماً أو بغنى عنها على الأقل في الوقت الراهن وذلك في سبيل الربح المادي وتعتبر هذه كارثة.

اللعبة إذا تحولت لساحة كبيرة للمتاجرة واللاعب غالباً يكون متحمساً وخاصة الشباب، وساعد على انتشار هذا الأمر الزخم الإعلامي و التنوع الشديد في المواد المتاحة.

الشباب يرغبون في بناء كتلة عضلية وكمال جسماني لكن السؤال العريض ما الذي يدفع الشابات للتدريب في أندية رياضية وما الهدف من ذلك، وعلى الفور جاءنا الرد والتوضيح من الكابتن عمار ياسر بركة حيث أوضح أن الاهتمام بهذا النوع من الرياضة لدى الشابات لا يقل عنه لدى الشباب وغالباً ما يكون هدف الفتيات الرشاقة أولاً والتنحيف وشد بعض العضلات وتحسين الهيئة والشكل العام للفتاة وأكد أن الإقبال لدى الشابات على رياضة المقاومة يعود لقدرة هذا النوع من الرياضات على تحسين الشكل العام وتحقيق نمو عضلي بسيط في بعض المناطق الأنثوية أو بحسب الهدف المراد من قبل الفتاة والتي غالباً يستحيل تحقيقها برياضات أخرى.

تدريب أون لاين

درجت في الآونة الأخيرة ظاهرة التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي، 

يقول المدرب بركة وهو من أوائل من أدخل هذا النوع من التدريب إلى سورية بعد أن اطلع على كثير من المراجع الأجنبية ووجد إنه  فعال جداً في الغرب ويضيف: لقد تابعت  مختصين أجانب  ولاحظت وجود هذا النوع من الخدمات لديهم وأتوقع أني كنت من أوائل من أدخل هذه الخدمة وساهمت بنشرها بالبلد، منذ عام ٢٠١٧.

الخدمة مأجورة و تختلف الأجور تبعاً للمدرب، قد تكون برنامجاً يعطيه مدرب للاعب وانتهى الموضوع وقد تكون عبارة عن برامج الأكل والتمرين والمتابعة عن طريق الإيميلات، على سبيل المثال وأنا أتبع هذا الأسلوب، كونياً مؤمن أن المتابعة ودعم اللاعب نفسياً  يعطيه الحافز.

الاون لاين كوتشنغ صعب ويعتمد على المدرب واللاعب على حد سواء، المدرب المفروض أن يكون دارساً بشكل ممتاز ليتمكن من صياغة الأسئلة للعميل قبل أن يبدأ ويجمع معلومات ويأخذ صوراً أو مقاسات توضح الهيئة الحالية للاعب.

أحد عيوب هذا الأسلوب والمضحك المبكي أنه متاح للجميع، بعبارة أخرى أي شخص لعب سنة زمان يحسب نفسه صار مدرباً ويسوق لنفسه على هذا الأساس  يعلن عن هذه الخدمة.

 يعاني مجتمعنا من المدربين غير الأكفاء و غير المؤهلين، كما أن مجال التدريب والتغذية مجال طبي بحت وشديد التعقيد ويحتاج دراسة بشكل كبير جداً، كما أن التخطيط والتصميم والتعاون بين المدرب والمتدرب للوصول إلى النتائج المرجوة إضافة إلى الالتزام بكافة التعليمات.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار