هل يحولك المال إلى امرأة لئيمة؟

الوحدة 23-9-2020

 

 

كلنا نعرف أن المال لا يشتري الحب ولا السعادة، ولكن هل من المعقول أن مجرد التفكير بالمال يحولك إلى امرأة لئيمة أو رجل جشع وأناني؟

 دراسة جديدة حول سلوكيات الناس أفادت أن معظم الذين يتعاملون بالمال أو الذين يولونه اهتماماً كبيراً هم بطبعهم لا يحبون مساعدة الآخرين وليست لديهم روح المبادرة .أما الجانب الجيد فيهم فهو أنهم يعملون ويجتهدون أكثر بكثير من غيرهم وقد تمر عليهم فترة طويلة من دون أن يحتاجوا إلى أي مساعدة أو يطلبوها.

 والتجارب على طلاب جامعيين وأشخاص عاديين انتهت إلى نتائج مدهشة حيث اتضح أن المال ليس سبب الشر المطلق، ولكنه أحد أسبابه إذ يمكن للمال أن يجعلك إنساناً مختلفاً عن الآخرين وبعيداً عنهم في الوقت نفسه.

  ولمعرفة هذه النتائج تم تقسيم الناس الذين أجرت عليهم الدراسة إلى قسمين قسم منهم تم تذكيره بالمال بشكل قليل أما الآخر فتم تذكيره بالمال بشكل مكثف كإعطائهم ألعاباً عليها أموال أو صور لعملات نقدية أو طلب منهم قراءة مقال يتناول موضوع المال بشكل أو بآخر وحين بدأت الدراسة كان الفريق الأول من المختبرين يسأل بصورة أكثر من أولئك الذين يهتمون بالمال.

 كما أجري الكثير من الاختبارات الأخرى لتحديد تأثير المال في النفوس كأن يمرّ شخص بجانبهم ويوقع علبة أقلام وهنا يدرس الخبراء طريقة تعاطي الناس مع هذه المسألة أو عبر إعطاء اقتراحات لأشخاص بأن يتبرعوا لصندوق الجامعة.

 وفي النهاية كانت النتائج كالآتي:

 إن الأشخاص الذين يعدون المال هو العامل الأهم في حياتهم أظهروا أنهم لا يطرحون الكثير من الأسئلة وتبرعوا بمال أقل كما أنهم لم يلتقطوا الكثير من الأقلام عن الأرض.

 وفي اختبار آخر قام من يهتمون بالمال بفرض مسافة بينهم وبين زملائهم في القاعة عند الجلوس وفضلوا أن يكونوا وحدهم على أن يمارسوا أي نشاط ضمن مجموعة كما فضلوا أن يعملوا بمفردهم على أن يعملوا ضمن مجموعة ولكن هل من الضرورة أن يعني ذلك أن المال يحولك إلى إنسان لئيم.

 لم نحصل على أي دليل يؤكد ذلك ونأخذ الكثير من العوامل العاطفية بالاعتبار كما جاء في نتائج الدراسة.

 ولكن الأشخاص الذين لم يساعدوا الآخرين ربما لم يجدوا سبباً في مساعدتهم وكان جوابهم لا أعلم كيف أساعدك لا أستطيع أن أساعدك ولكن هذا لا يعني أنهم أشخاص أنانيون ،ولكن ربما لم يجدوا دوراً في حياة الآخرين لم تفاجئ نتائج الدراسة أن الدافع وراء السعي إلى الثروة يكون عاملاً حزيناً في حياة كثير من الأشخاص وتضيف هناك فرق شاسع بين المادية والسلام الداخلي مع النفس.

 ولكن الفرق يكون بين الأشخاص الذين يبررون وسائلهم برغباتهم وحين تسيطر رغباتهم على نفوسهم ويستخدمون المال للوصول إلى السلطة .أما عامل الأنانية فلا يكون مسيطراً حين يندفع المرء للسعي وراء المال فقد يكون الدافع جيداً مثل سعي المرء لتعليم أولاده تعليماً جيداً أو لتأمين حياة هانئة ومرفهة لأسرته.

 ولكن في كثير من الأحيان، فإن مجرد ذكر المال أمام معظم الأشخاص يؤدي إلى إثارة الكثير من المشكلات المعقدة فلا عجب أن المال هو من أهم أسباب الطلاق.

 لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار