عضو مجلس الشعب.. عين الشارع ونبض المجتمع

الوحدة 17-9-2020 

 نحن على أبواب مرحلة  برلمانية جديدة, والمواطن هو الهدف الأساسي لكل استحقاق تشريعي أو تنفيذي, وفي هذه الظروف الحساسة التي يمر بها مجتمعنا ووطننا فإن عضو مجلس الشعب هو صوت المواطن وضميره الحي وعليه العمل بنية جادة وسليمة أكثر من أي وقت مضى لإيصال صوت المواطن ونبض المجتمع الى الجهات الوصائية المعنية والعمل لمحاربة الفاسدين والفساد بشقيه المالي والإداري الذي ينخر في الكثير من مواقع الدولة والعمل على تحديث أنظمة العمل المؤسساتي بما يحقق العدالة الاجتماعية والمصلحة الوطنية والسير بالاتجاه الصحيح لبناء مجتمع معافى.

الحرب الإرهابية القذرة على سورية كرست العديد من المشاكل والسلوكيات أهمها الفساد وخاصة  الإداري الذي  يعتبر من أخطر أنواع الفساد واستئصاله يحتاج إلى عمل جراحي نوعي والذي تفشى في مختلف مفاصل الحياة اليومية ويفوت على خزينة الدولة مئات المليارات من الليرات التي من شأنها أن توظف وتسهم في تحسين معيشة المواطن , والفاسدين غارقين في قشور الحياة اليومية وجزيئاتها الصغيرة التي يملكونها صباح مساء ويتغنون فن الخطابة المفصلة على مقاس مصالحهم  ولا يرون أبعد من أنوفهم عبر الاحتيال على القوانين والمواطنين واستغلال النفوذ والاستزلام، والمحسوبية والمحاباة والولاءات الضيقة وتفضيل الأقارب والأصدقاء وسوء استخدام المنصب بالنفاق والمحاباة والابتزاز لغايات شخصية ومظاهر العظمة والأبهة الفارغة بالإنفاق التفاخري من الأموال العامة والإثراء غير المشروع عبر الاختلاس وتلقي الهدايا والرشوة والوساطة والإكرامية.

القضاء على الفساد ليس سهلاً ولا مستحيلاً, إنه عملية دقيقة وحساسة وجريئة وتحتاج الى إجراءات مباشرة ومحاسبة حقيقية بعيداً عن المحسوبية والمصالح الشخصية بضرب المنبع الأساسي للفساد لا الاكتفاء بتقليم الفروع وملاحقة الفاسدين الذين يختلسون أموال الدولة ووضعهم في قبضة العدالة والسلطة القضائية ومحاسبة من يتجاوزون القوانين علناً كي يكونوا عبرة لغيرهم وردعاً لبقية الفاسدين, وبقدر ما تكون العقوبات رادعة تزداد ثقة المواطن بجدية الأعضاء وبالسلطتين التشريعية والتنفيذية في فضح ومكافحة الفساد والفاسدين.

نتمنى على ممثلينا إلى مجلس الشعب العمل بمقولة القائد المؤسس (لا أريد لأحد أن يسكت عن الخطأ  ولا أن يتستر على العيوب والنواقص) والتحلي بالجرأة والموضوعية والتعبير عن مصالح ومطالب الناس والكشف عن مواقع الخلل والروتين والابتزاز والاختلاس, وعدم الاكتفاء بالإشارة والعبارة والتوصيف وشرح آثاره وتداعياته الضارة على المواطن والوطن, وكشف الظواهر التي تسيء للمجتمع والتواصل الحقيقي والفاعل مع المواطنين وتزويدهم بالمعلومات وتمكينهم من فهم خطة عمل الحكومة والمؤسسات الرسمية ومعرفة آراء الناس ومدى تقبلهم للقوانين والقرارات الحكومية الصادرة ومساعدتهم في مواجهة الإشاعات والأخبار المغلوطة وغير الصحيحة والتعاون مع وسائل الإعلام الوطنية كونها المصدر الموثوق لجميع المعلومات وتقديم الحقائق للجمهور بشكل واضح ومساعدتهم على فهمها وتفهمها.

المواطن وضع ثقته بممثليه إلى مجلس الشعب وينتظر الكثير ويأمل أن يلمس حالات محاسبة حقيقية وضربات قاصمة لظهر الفاسدين, ونتمنى أن لا يكون مصير طموحاتنا وآمالنا المعقودة هو الإحباط والتسليم بالأمر الواقع وعدم القدرة على اجتثاث الفساد ونكتفي  بإلقاء الخطابات الطنانة الرنانة عن مكافحته  وبعض مؤسساتنا تغرق فيه  وأرجل مسؤولينا وأعضاء مجلس الشعب في ماء بارد.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار