الكادر التدريسي ودوره في ترسيخ التفكير الإبداعي المربية عايدة بليدي: الأسلوب التفاعلي في التعليم هو استثمار لطاقات الطفل

الوحدة 17-9-2020 

 

 

يعدّ الابتعاد عن الطرق التقليدية والأساليب التلقينية في التعليم من الخطوات الأساسية في تربية وتنشئة جيل مبدع وخلاّق ومتكيف مع البيئة المحيطة به ليتقبل المعلومات والمعارف وأنماط السلوك المختلفة بطريقة جذابة وتفاعلية ويتمثلها في تصرفاته وكيفية تعامله مع المواقف التي تصادفه في حياته.

ومن هنا فإن من أهم الأساسيات التي تساهم بشكل مباشر في تنمية وترسيخ التفكير الإبداعي لدى أطفالنا يأتي تقدير الفكرة الإبداعية واحترامها من قبل المدرسة والأسرة ومؤسسات الطفولة في المكان الأول ومن ثم يأتي دور إعداد البيئة المناسبة للتعبير عن الأفكار الإبداعية لدى أطفالنا والتي يجب على المربين استثمارها بأشكالها المختلفة، ويبقى التساؤل: إلى أي حد ينهض القائمون على صروحنا التعليمية والتربوية بالمهام المناطة بهم للاهتمام بإبراز مواهب الأطفال وإشراكهم بنشاطات مفيدة ورعايتهم بالشكل الأمثل لخلق جو تعليمي تفاعلي وجذاب بعيداً عن الطريقة النمطية التقليدية في التدريس وفي إكساب القيم وأنواع السلوك المختلفة؟

عن هذا الدور الأساسي بالنسبة للعملية التدريسية توجهت (جريدة الوحدة) بالسؤال المطروح سابقاً على المربية عايدة بليدي، التي تقوم وعلى مدار سنوات عملها بتدريب الأطفال وإشراكهم بأنشطة فنية ومسرحية من خلال البحث عن موضوع وتحويله إلى مجموعة عناصر تتناسب مع الروح الطفولية وهي ممن يتحلين بروح الموهبة والعطاء والقدرة على التعامل الصحيح مع الأطفال للوصول معاً إلى طريقة تفاعلية تقدم المعرفة والتسلية لأطفالنا، فكان الحوار الآتي:

– متى بدأت الاتجاه نحو التعامل مع الأطفال؟

 أنا أحمل إجازة في التربية وأعمل كمدرسة وكاتبة للأطفال، بدأت الكتابة والعمل مع الأطفال في العشرين من عمري عندما لاحظت أن طرق التعليم باللعب والأنشطة الصفية واللا صفية ترسخ المعلومات بأذهانهم فبدأت بكتابة النص النثري أو الشعري بعد اختيار الفكرة من الواقع الملموس بطريقة يحبها الطفل فترسخ لديه حب العمل والتعلم والانتماء وحب وطنه

– نبذة عن جميع العروض المسرحية والفنية والمشاركات السابقة والجهات الرسمية والأهلية الراعية لكل نشاط ؟

من العروض المسرحية التي قدمتها ( ربان السفينة) في ثانوية عرامو، وعرض (الشهيد) في وحدة الفارابي، وعرض (أطفال سورية) في ملتقى محمد بن أبي بكر، وعرض (الوطن أغلى) في ملتقى وحدة الشهيد نادر جراد، وعرض (راجعلك سورية) في ملتقى وحدة الشهيد يونس رضوان، وعرض (سورية ترابك غالي) في ملتقى وحدة الشهيد سليمان هامبو، وشاركت في عدة معارض في مجال الأنشطة التطبيقية: رسم- ورد- سيراميك، وأقدم الشكر والامتنان لمديرية التربية باللاذقية والمشرفين في مدارس الأنشطة التطبيقية ومنظمة طلائع البعث والإدارات في الوحدات المدرسية وأولياء الأمور للمشاركة ودعم الأطفال وتكريس الجهود لتنشئة الجيل الواعد فعندما نتعاون ونبذل كل ما بوسعنا مشرفين وإداريين في انتقاء المواهب وتنميتها والإشراف عليها نحمل الرسالة لأن واجبنا الحفاظ على الأمانة وهي الأطفال لنرتقي بهم إلى منظمة أو جهة تربوية أعلى تكمل الرسالة.

– برأيك كيف نستثمر مواهب أطفالنا بالشكل الأمثل؟

نستثمر مواهبهم من خلال عودة الطفل إلى المجتمع الثاني الأهم في حياته اليومية وهو المدرسة البيئة الملائمة لبناء شخصيته باتباع الأسلوب التفاعلي في التعليم الذي يتمتع بمردود إيجابي لذاكرته التي تلتقط وتخزن أدق التفاصيل في عمر مبكر وهنا يبدأ دور المربية أو المشرفة كأم لها دور فعال لأنها برفقة الطفل بوقت أكثر من الوقت الذي يمضيه مع والديه في البيت، فالأم العاملة خارج البيت لا تجد الوقت الكافي للاهتمام بميول طفلها فيعوض ما يحتاجه في المدرسة – الأسرة الحاضنة وجنته الثانية – يشتاق للعودة إليها بعد العطلة فيأتي دور المربية لتؤثر وتتأثر، تصغي إليه وتجد حل لمعاناته وإشباع ميوله بطرق تربوية تنمي قدراته، فوجوده على مسرح الصف أو خارجه يمنحه الثقة بالنفس ويعزز قدراته الحسية والحركية تمثيل، غناء، إلقاء، عزف.. يعبر بإبداع وهنا يأتي دور الإرشاد وزرع بذور الخير والحب والقيم والعمل الدؤوب وهذا يحتاج إلى وقت طويل وأسلوب مجدي يناسب ميول كل طفل ليشعر بأهميته كفرد فعال في أسرته ومدرسته ومجتمعه.

– ما أهمية الأسلوب التفاعلي في التعليم خاصة مع الأطفال؟

الأسلوب التفاعلي في التعليم وخاصة مع الأطفال هو استثمار لطاقات الطفل وشغل حواسه باستقباله الأفكار والمعلومات عن طريق التأمل والتفكير والإبداع ونقلها من الأسلوب النظري إلى التطبيقات العملية على أرض الواقع فاستخدام الدمى وخيال الظل والشخصيات الكرتونية على مسرح الصف أو خارجه يحول المادة التعليمية إلى مادة ترفيهية وتثقيفية وأسلوب مجدي في التعلم وترسيخ القيم والمعارف في الذهن.

 – الطفل والوطن وجهان للحب المقدس، كيف تجسدين هذه المقولة عند اختيار أعمالك؟

نجاح العمل المسرحي يبدأ بانتقاء الفكرة من الواقع الملموس ومن ثم كتابة النص النثري أو الشعري الموزون واختيار اللحن والموسيقا والأصوات الموهوبة في الغناء والإلقاء واللباس المناسب والتدريب على المسرح في الصف أو خارجه، أثناء الدوام أو خارجه، بعيداً عن الحصص الدراسية، وهذا عمل شاق يحتاج إلى الصبر لكنه ممتع بنفس الوقت لأنه يمنحني السعادة وراحة الضمير مقابل رسم البسمة على الوجوه الصغيرة، لأن الطفل والوطن وجهان للحب المقدس ملامحهما تعكسان البراءة والطهارة والنقاء لهذا أبت عيوننا الساهرة أن تنام، نعمل بإخلاص ليبقى الوطن وليغفو في حضنه طفل بأمان وسلام

– ما المعايير المطلوبة في انتقاء المشرف على الأنشطة والفعاليات الموجهة للطفل؟

 بالنسبة للمعايير المطلوبة لانتقاء المشرف على الأنشطة فإن من أهمها أن يكون متخصصاً بأحد العلوم التربوية، فنان، ملم باللغة العربية، عنده خبرة في التعامل مع الأطفال، يتبع دورات مركزية وقادر على التأليف وصناعة عرض مبدع، قيادي، شخصيته قوية ومربٍ ناجح، لأنه سيكون قدوة لطلابه، لقد ساعدني في العمل اتباع دورة للفنون في الاتحاد النسائي ودورة مركزية للفنون في مركز الباسل في حمص ودورة مركزية إخراج ومسرح في طرطوس ودورة موسيقا وفنون شعبية في اللاذقية.

 – كلمة أخيرة عن الطفل في وطننا سورية؟

منذ بداية الحرب على بلدنا الحبيب، يعاني الطفل السوري من الأزمة التي تركت غبار الخوف والقلق والحزن على ملامحه وهذا ما دفعني للكتابة عن معاناته لأبلسم الجرح وأمد يد العون لتثمر الجهود في مستقبل الغد المشرق وتبقى جذورنا راسخة في أرض الكرامة كأشجار السنديان نرويها بعرقنا وبدماء الشهداء، والاهتمام بأطفالنا ليس فقط واجباً علينا بل هو حق لنا لأنهم مستقبلنا القادم.

 بقي للقول: تؤكد الدراسات التربوية أنه إذا اتسع عقل الطفل، أصبح من الأمور اليسيرة علينا أن نجد فراغاً يُملأ بالمعرفة والعلم، وهنا يبرز دور المدرسة، البيت الثاني للطفل ليتعلم فيها بطرق منها اللعب والحاسوب والفنون والموسيقا والمسرح الذي يعدُّ أهم طريقة لاكتساب القيم والمعارف فهو عبارة عن نشاط تثقيفي ترفيهي تعليمي يقدم فرصة قيمة للاحتكاك بين الأطفال ويفتح أمامهم مجالاً واسعاً لاستثمار إمكاناتهم وطاقاتهم وكل ذلك يتحقق عندما نصادف المدرس الناجح بأسلوبه وحبه لعمله ولطلابه، الذي يزرع في نفوسهم النشاط وحب العمل وتحقيق أمنية الجميع في وطن ينتظر طفلاً موهوباً نفتخر به لأنه اللبنة الأولى في بناء صرح التقدم والحضارة.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار