فتيات تتجرعن كؤوس عيش من مقاهي الحياة

الوحدة: 6-9-2020

العمل شرف وكرامة وقيمة للإنسان، وقد انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة عمل المرأة في المقاهي والاستراحات العامة، فتيات في العشرينات تضطرهنّ ظروف الحياة والدراسة للعمل وتأمين مصروفهن فنراهم بكامل أناقتهن وزينتهن مصحوبة بابتسامة ملفتة للترحيب بالزبائن، يقمنّ بتسجيل الطلبات وتحضيرها وتقديمها والقيام بأعمال المحاسبة والنظافة في المكان ، ما يعكس في الظاهر صورة لانفتاح المجتمع وتحرر المرأة وبأنها دخلت جميع ميادين العمل ومنها الأعمال التي كانت في الغالب من اختصاص الرجال حصراً. أسمهان فتاة في الثلاثين من العمر: قالت عن عمل المرأة في المقاهي والاستراحات عند التدقيق في عمق وتداعيات .نرى صورة مغايرة مشوهة لوهم الحرية والانفتاح الذي تعيشه المرأة في مجتمعنا وكيفية استثمار إمكانيتها وتوظيف أنوثتها وجمالها إلى أقصى حدود الممكن، وهو عمل متعب ومرهق جسدياً للمرأة حيث تكون تحت أنظار الجميع كيفما تحركت وتضطر طوال ساعات العمل أن تكون بحالة تأهب ويقظة واستعداد تام لتلبية الطلبات وأحياناً تتعرض للكثير من التحرشات وسماع تعليقات الزبائن وعليها التغاضي والتطنيش حرصاً على عدم تركها المكان وديمومة استمرارها في العمل، وخصوصاً عندما تكون بأمس الحاجة ولم تجد غير ذلك . للوقوف على رأي أصحاب المقاهي يقول السيد منتجب: إن عملنا يتطلب الكثير من اللباقة واللطف والوجه البشوش والكلمة الحلوة الطيبة في التعامل مع الزبائن لاستقطابهم وترغيبهم بالعودة والتردد إلى المكان، بالتأكيد هو عمل شاق وصعب ويحتاج إلى قوة شخصية وجرأة والتحرك بخفة وسلاسة في التعامل، والفتاة تتمتع بالقدرة أكثر من الشاب على التكيّف مع المواقف والظروف والاحتكاك والتعامل مع الناس وأكثر ما يزعجني هو الاستغناء عن إحدى الفتيات وأنا مقتنع تماماً بأنها غير مذنبة وليست مقصرة في عملها ولكن طبيعة عملنا تتطلب ذلك. ختاماً نقول : إن عمل المرأة في مثل هذه الأماكن أفضل بكثير من مدّ الأيدي والحاجة إلى الآخرين أو قد يكون العمل بمثابة مساعدة للأهل، وهو عمل ضمن المستطاع والقدرة ولا يحتاج إلى الكفاءات والشهادات ولكن في الغالب ما نرى عدم تقبل المجتمع لهذه الظاهرة التي يرى الكثيرون فيها استغلال لأنوثة الفتاة الجاذبة واستخدامها كسلعة ترويجية لاستقطاب أكبر عدد لزيارة المكان.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار