ثقافة الغدر!

الوحدة 18-8-2020  

 

يجتاح الغضب كياني كلما سمعت أو رأيت أو قرأت شيئاً عن الغدر وقلة الوفاء وتهزني القصص التي يتناولها الإعلام المشوه بصيغة اللامبالاة حيناً وبالمديح أحياناً كثيرة حيث يسهم بفجاجة في الترويج لتلك الأنماط السلوكية المرضية التي تفتك بكيان المجتمعات الإنسانية من دون أن تنتبه إلى خطورة تأثير ذلك في تحويل الأجيال إلى كائنات شيمها الغدر ونكران الجميل.

 وديدنها نماذج مشوهة عقلياً وجسدياً تعاني آلاف العقد النفسية المستعصية على العلاج.

 هذه الصفات الخالية من الأحاسيس والمشاعر النبيلة التي تغرق الإنسان عن بقية الكائنات الحية أضحت متلازمة مع فئات معينة استطاعت أن تجبر عدداً من وسائل الإعلام الرخيصة لكي تثبت سمومها وأوبئتها في عقول  الشباب لتساعد جهات (اجتماعية) أخرى في عملية غسل الأدمغة ثم زرع ثقافة الموت وكراهية الحياة ضمن منظومة من المفاهيم الغريبة التي تتناقض وطبيعة النفس البشرية التواقة غلى حب الحياة والاندفاع نحو العطاء.

 ومما لا شك فيه أن النفس البشرية زاخرة أساساً  بالصفات الجيدة لكن التربية وطبيعة المجتمع تلعبان دوراً محورياً في تكريسها أو إنعاش الجوانب الرديئة الغافية في الحالات الشاذة  عندما تتم عمليات غسل الدماغ التي أشرت إليها حيث  يحبذ الجانب الإيجابي ويكرس الجانب السلبي .يتحول الشخص إلى مجرم لا يعرف الرأفة:

 والغدر صفة قبيحة تتنامى في نفس الشخص المعرض لذلك النوع من التربية الشوفنية المريضة لتصبح جزءاً لا يتجزأ من سلوكه اليومي هذا السلوك الذي لابد وأن الكثيرين منا تعرضوا لآثاره المؤلمة من شخص ما قريباً كان أم بعيداً.

 ولنا أن نتخيل مقدار القهر الذي نعانيه عندما  نستضيف على سبيل المثال إنساناً ما ونحتضنه خلال أزمة يمر بها نقدم له كل مساعدة ممكنة وفجأة نتلقى منه أشنع الطعنات في ظهورنا

 وعندما نسقط متوجعين ننزف آهاتنا يقف بعيداً يبتسم متشفياً ويرمقنا بعينين  ذئبيتين تخلوان من أي رحمة .

 الأمر ذاته ينطبق على المجتمعات التي تستقبل بعض النماذج الذين تلفظهم بلدانهم فتقدم لهم الرعاية والمأوى وتساويهم بأبناء البلد الأصليين وعلى حين غرة يتحولون إلى قنابل متحركة تنفجر في اي مكان وأي وقت لتقبل الكبار والصغار من دون تفريق فتشظي الأجساد البريئة من أبناء المجتمع الذي منع عنهم الموت.

 في هذه الأيام الموسومة بالقتل والدم والتدمير نتابع بكثير من القلق والتوجس والازدراء نماذج حية من ذلك الغدر المشين حيث يظهر بين حين وآخر في بعض البلدان من قبل مجموعات طلقت الوفاء وتخلت عن العقل فراحت تعيث في الأرض فساداً بعد ان أفرطت تلك الدول في (دلالها).

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار