دروب تؤدي إلى القلق…

الوحدة 13-8-2020

 

لا نخشى من غدر الظروف لنا بقدر ما نخشى سوء تقديرنا لهذه الظروف…

أينما اتجهنا، أو التفتنا، نرى الخوف مشرّعاً أجنحته، يضرب بها مَن لم يحصّن نفسه بما فيه الكفاية..

في زمنٍ أصبح اسمه (زمن الكورونا)، بتنا نخاف ما كان أقرب شيء إلى حياتنا (الهواء)، بتنا نخاف أن تُزرع ذرّاته موتاً، ونحن الذي كنّا نعبّئ صدورنا ما نشتهي منه، ونتغنّى بدلاله وروعته..

كورونا.. ايّها الزائر اللعين، طال مكوثك في تفاصيلنا، واختنقت بك دقائق حياتنا..

في الجامعة، ومن حيث الشكل، فإنّ كلّ الإجراءات المطلوبة موجودة، لكن العبرة في التنفيذ.. لن نأتي بأي جديد إذا ما قلنا إنّ عدم وجود هذه الإجراءات أفضل من تطبيقها بشكل خاطئ، وللتقريب فإنّ عدم ارتداء (الكمّامة) أفضل بكثير من ارتدائها وكأنّها (نظّارات)، تُرفع إلى الرأس، أو تُنزل إلى ما تحت الذقن، وهكذا هي الأمور بالنسبة لبعض الإجراءات في الجامعة، كأن يصرّون على ارتداء الكمّامة في المدرجات والقاعات، وبنفس الوقت يسمحون باستمرار المقاصف وزحمتها، ومن يريد أن يشرب القهوة لن يستطيع أن يرتدي الكمّامة، ويمكن القياس على هذه الحالة في أكثر من جزئية أخرى.

زمن الكورونا ليس كمّامة وكحولاً، هو مناسبة ليست سعيدة لإعادة وضع الحالة الصحيّة في المقام الأول بدءاً من عقب (سيجارة) يُلقى على عجلٍ أمام مدخل القاعة الدرسية، وصولاً إلى التخلّص من عادات اجتماعية لا تضيف أي حميمية تبدأ بفتح الذراعين شوقاً، ولا تنتهي إلا بتراشق القبلات..

يارا غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار