لقمة العيش أوّلاً و التّربية ثانياً

الوحدة 11-8-2020  

 

التّربية هي الاحتياج الأهمّ للشعوب بعد لقمة العيش، فالتّربية عنصر فعّال على المستوى الفردي والمستوى الجماعي.

إنّ الإنسان يحتاج إلى عناصر عديدة  ورئيسيّة تساعده على الارتقاء بنفسه وبحياته، ومما لا شكّ فيه أنّ عنصر التّربية هو العامل الأبرز والأهمّ الّذي يُعنى بإكساب الفرد أنماط  تفكير متعدّدة تخلق منه إنساناً ناجحاً وقائداً فعّالاً.

والأهمّ من هذا كلّه فإنّ التّعامل السّليم الّذي يمارسه الآباء مع أطفالهم لها الأولويّة في تحديد مدى تمتّعهم بصحّة نفسيّة جيدة، وتجعلهم مبدعين وإيجابيّين ومتفاعلين بشكل لافت وباهر مع محيطهم.

وانطلاقاً من تلك الأهميّة أخذ علماء النّفس والتّربية يبحثون في فنّ التّربية السّليمة ووضعوا أركانها، أُلخّصها لكم عبر تقسيمها إلى أربع أركان أساسيّة:

-70% بناء علاقة إيجابيّة، وذلك عبر توطيد الصّداقة والتّفاهم بين الوالدَين والأبناء، بالإضافة إلى تعزيز الحبّ الغير المشروط  مع الأبناء، فهذا له الدّور الرّئيسي في جعل الأبناء يشاركونا أحداث يومهم عوضاً عن انعزالهم، ويعزز شعورهم بالأمان.

-10% بناء الثّقة، ويتم ّعن طريق إزالة الخوف والعقوبات القاسية، والكفّ عن التّحكّم  والسّيطرة واستبدالها بالمشاركة والمرح، وبذلك نُنشئ أولادنا متمتّعين بجرأة التّعبير عن آرائهم والدّفاع عن مبادئهم، فهذه من أهمّ خصال القائد النّاجح.

– 10% تعزيز السّلوك الإيجابي، فالمدح والتّشجيع لهما الحصّة الأكبر في تعزيز نفسيّة الأبناء، احرص دائماً على إظهار الدّعم لهم ليظهروا أفضل ما عندهم من إيجابيات ومميزات لينفردوا بها عن ذويهم ويطورونها باستمرار.

-10% تعزيز السّلوك السّلبي، عبر النّقد البنّاء وتصحيح الأخطاء بأساليب متوافقة مع طبيعتهم و بعيدة كل البعد عن التّجريح.

لكن من المحزن تركيز معظم الآباء على العشرة بالمئة الأخيرة من التّربية ونسيانهم للتسعين بالمئة من أسس التّربية الخلّاقة ، ومن هنا فنحن نحتاج للتّغيير من سلوكيّاتنا كآباء وأمهات لنحظى بأوقات أجمل مع أبنائنا.

إنّ (ما تأخذه مع الحليب لا يخرج إلّا مع النّفس) مثل روسي شائع، فمن خلال الملاحظات والتّدقيق بشخصيّة الأبناء ستدرك التّأثير الّذي سيرافقهم طوال حياتهم، ولذلك نحضّ المربين على التّمسّك بهدف نبيل وخلّاق وهو إنشاء أبناء أسوياء نفسيّاً  لأنّها الوسيلة الفعّالة لبناء جيل مؤمن بذاته وقادر على التّغيير.   

مديحة عهد الحموي

                                                                             

تصفح المزيد..
آخر الأخبار