الانتحار والمؤثرات الأساسية في بنية الشخصية

الوحدة 23-7-2020

 

باتت مسألة الانتحار شائعة والحلّ يلجأ إليه الكثيرون هرباً من الحياة وضغوطاتها ولكن هناك أسباباً خلفية تتعلق في بنية الشخصية، ورد فعل مأساوي لمواقف الحياة المسبّبة للضغوط النفسية. أقام المركز الثقافي العربي في عين الشرقية محاضرة قدمتها الدكتورة رحمة صالح.

البداية كانت بتعريف الانتحار: هو القتل العمد للنفس ويختلف عن إصابة الذات الانتحارية، والتي هي محاولة الانتحار دون وقع الموت وكأنه لا توجد وسيلة لحلّ المشكلات والانتحار هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الألم وهناك علامات وأعراض تشير للميل للانتحار وهي العيش في حالة نفور وكره للحياة والقول أتمنى لو أنني لم ألد، أتمنى أن أكون ميتاً والتحدث عن الانتحار كالتلفظ بعبارات تشاؤمية.

 – الانسحاب من مواقف الاتصال الاجتماعي والرغبة في العزلة والانطواء، والشعور بالانحصار أو اليأس بشأن موقف ما وزيادة تناول الكحوليات أو المخدرات.

 – حدوث تغيرات في الشخصية أو فرط الإحساس بالقلق والغضب والقيام بأشياء مضرة ومدمرة للنفس مثل تعاطي المخدرات أو القيادة بتهور.

 قد لا تكون العلامات التحذيرية ظاهرة في كل الأوقات، وقد تختلف من شخص لآخر يوضح بعض الناس نواياهم ومشاعرهم ثم  تحدثت الدكتورة رحمة: للأفكار الانتحارية أسباب عديدة : الشعور بالعجز أمام المشكلات، اليأس وفقدان الأمل والهدف في المستقبل والمعاناة من ضيف الأفق، قد يكون هناك رابط وراثي للانتحار، الاكتئاب يعتبر سبباً لأكثر من 50 % من محاولات الانتحار، البطالة، الفجيعة وفقدان الأحباب، الاعتداء الجسدي، المشاكل القانونية والمالية، الحزن المستمر، تابعت القول: عندما نتحدث عن قولبة شخص ما في لحظة معينة من حياته فيجب أن نذكر أهم المؤثرات في بناء قالبه الشخصي وتكون مجتمعة ومرتبطة ببعضها وجميع ما سبق يوثقه الجهاز العصبي المركزي حيث يتم إنشاء سجلات استعداديه يمكن للدماغ على أساسها أن يستشير عند وجود منبه ملائم استجابات متزامنة تماماً والتي تتراوح بين العواطف والحقائق الفكرية.

و نوهت الدكتورة صالح: على الرغم من أن محاولات الانتحار أكثر تواتراً بالنسبة للنساء فإن الرجال أكثر عرضة من النساء لإتمام الانتحار لأنهم يستخدمون عادةً أساليب أشد فتكاً، ويعد الانتحار أهم أسباب الوفاة في الفئة العمرية بين 15 – 29 عاماً على الصعيد العالمي.

ختمت الدكتورة رحمة محاضرتها ببعض التوصيات: احرص على البوح بما يخالجك من مشاعر لشخص تثق به، تحدث إلى أحد المختصين المهنيين أو أخصائي اجتماعي، إذا كنت من الملتزمين بممارسة الطقوس الدينية فتحدث إلى شخص تنتمي إليه ، احرص على الانضمام إلى مجموعة بالمساعدة الذاتية أو بتقديم الدعم من الأشخاص ، احصل على العلاج الذي تحتاج إليه ، لا تشعر بالحرج من طلب الحصول على علاج المشاكل الصحية النفسية، لا تتصرف باندفاع. الانفعالات جزء من الشبكة الحدسية وهي أشبه بتيار للحدس يسري في الجسم فإذا كنت قادراً أن تدرك أو تحس أو تتكلم إذاً أنت قادر على اتخاذ القرار وتتصرف وتشعر بالحياة بكامل معناها . كل عملية انتحار هي مأساة شخصية تنهي حياة الفرد قبل الأوان مما يؤثر بشكل كبير على حياة الأسر والأصدقاء والمجتمعات.

 معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار