صديقتي اللدودة…

الوحدة 22-7-2020

يقول أرسطو الصديق هو من يعيش معك، والذي يتحد وإياك في الأذواق، تسره مسراتك، وتحزنه أحزانك.

وبذلك تقوم الصداقة على المعاشرة والتشابه والمشاركة الوجدانية والصداقة إحدى الحاجات الضرورية للحياة لأنه لا يقدر أحد على أن يعيش بلا أصدقاء مهما توافرت له من خيرات.

لا أدري كنه ذلك الشعور الجميل يفترسني فرحه كلما التقيت صديقتي اللدودة حيث تستطيع تلك الأنثى المدهشة أن تبلسم جراحي وتحول حزني الأبدي إلى ومضات سعادة بكلماتها العميقة وظرفها المحبب وعقلها الراجح وفلسفتها الواقعية في مواجهة مشكلات الحياة مهما تصاعدت وتائرها وتأزمت حيثياتها وتكالبت أنيابها وتشارست مخالبها.

فإن لصديقتي مقدرة تحسد عليها في مواجهة المصاعب والأزمات بأعصاب باردة قلّ نظيرها وإمكانات استثنائية في التعاطي مع أي مسألة خاصة أو عامة من دون أن تفارق الابتسامة شفتيها إلى درجة الاستفزاز أحياناً التي قد توصلني حدود الغضب في حواراتنا إلا أنها تمتص تلك الفورة بوجه سمح وتسمعني بضع كلمات مسبوكة في مكانها ترجعني إلى السكينة والتعافي المنطقي مع المسألة .موضوع نقاشنا صديقتي ليست أنثى عادية بل من نخبة ابتليت بهم الكلمة وهاجس الإبداع وأقصد أنها من الرعيل الذي لم تلوثه حمى اقتناص الفرص والإغراءات لأنها تأبى أن تحيد عن قناعاتها الراسخة ونقاوتها الثابتة رافضة مقايضة حب الحياة والصدق مع الذات ومع الآخرين بفتات رغباتهم وعلى الرغم من أنني أعدّ نفسي أملك قدرات ثابتة فإنها هي من تكبح اندفاعي أو انفعالي في بعض المواقف وتعيدني إلى صوابي وتجعلني أعيد حساباتي بالشكل المتناسب مع تركيبتي النفسية لأنها قادرة على قراءة آلامي كما تقرأ آلامها وبالتالي لا يمكن أن تسايرني على خطأ أو تتركني رهينة لردود أفعال غاضبة متسرعة قد يكون لها انعكاسات سلبية عليّ مهما كانت بسيطة.

فهي إنسانة مفعمة بالمشاعر المعجونة بالصدق والمحبة الواسعة الخيال المسكونة بالواقعية المتشبثة بالعقل، الرقيقة كنسمة ربيعية، المتمردة إلى حدود الثورة إنها نموذج للصديق الحقيقي بامتياز تجده عند الضيق وكتفه جاهزة دائماً للنحيب وقت الحاجة.

فطوبى لصديقتي وأمثالها النادرين هذه الأيام ولعلي أقدر على الاستزادة من طبيعتها وسلوكها الراقي على مر الأيام التي أتمنى وأحرص أن تدوم حتى النفس الأخير.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار