اكتئاب الأطفال مشكلة تبحث عن حلّ..

الوحدة 21-7-2020  

 

 أصبح التوتر سمة العصر ولم يعد مقتصراً على الكبار فقط بل يطال الطلاب ذكوراً وإناثاً في المدارس الإعدادية والثانوية وإذا كان لكبار مبرّر للتوتر فما الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الصغار بهذه المشكلة؟..

 وعندما ترى الأسرة أن أحد الأبناء أو إحدى البنات في سن الصبا وقد وهمه هذا المرض قد تشعر بنوع من الحيرة والارتباك إزاء التعامل مع الأمر.

 بيد أن المراكز العلمية تولي هذه الظاهرة الكثير من الاهتمام منذ فترة زمنية طويلة فيما تؤكد الدراسات أن لا أحد في المجتمع قد يكون في منأى عن الإصابة بالمشكلة..

ومن الواضح أن السنوات العشرة الأخيرة شهد معدلات متزايدة من حيث الإصابة بالمرض بين الأطفال والمراهقين.

ويعزو ذلك إلى أن متطلبات الصغار في تلك الفترة كانت محدودة ويبدو أن التطور الحضاري مع الكثير من جوانبه الإيجابية يحمل الكثير من التبعات السلبية. فالطلاب في سن  7حتى 17 عاماً.لهم اهتمامات كثيرة تتعدى الأمور الدراسية فقد أصبح كل واحد منهم يرغب في اقتناء هاتف نقال مزود بخدمة الدخول إلى شبكة الانترنت إلى جانب الكاميرا والألعاب وغيرها من الأمور الأخرى.

 وحتى في حال الحصول على هاتف بتقنيات محدودة فإن ذلك يمكن أن يكون  مدعاة للإحباط وتسرد المجلات العلمية قصصاً مثيرة للقلق من هذا القبيل وتؤكد في مجملها أن الطفل في العصر الحالي بأن عرضة للكثير من مسببات الإحباط ويبدو ذلك جلياً من خلال زيادة عدد الأطفال الذين يقصدون مع ذويهم عيادات الطب النفسي

 إن الشعور بالإحباط الذي بدأ يتسلل إلى حياة الصغار بدأ يأخذ أشكالاً مرعبة قد يتحول الطفل معها إلى شخصية عدائية تفتقر إلى الثقة بالذات فضلاً عن تعزيز بعض المشاعر المرضية التي تدفع إلى الكراهية والحقد بدلاً من بث روح التنافس.

 وهذا ما يفسر أيضاً زيادة حدة المشكلات التي تشهدها باحات المدارس واستخدام كل السبل الممكنة لإلحاق الضرر بالآخر وقد تدفع مثل هذه العوامل إلى نوع من العزلة والانطواء على الذات أو الدخول في عالم الإنترنت وما يشتمل عليه من مخاطر تؤدي إلى الدمار الفعلي.

 كما أن للعوامل الأسرية أثراً بالغاً إذ يعد الطلاق من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال من سن الخامسة وحتى الشباب المراهقين بالاكتئاب إذ يرون أن انفصال الوالدين أو طلاقهما هو نهاية الحياة بالنسبة إليهم. فتتسلل مشاعر كره الحياة والتفكير بالانتحار أو الهروب من المنزل وتصبح حياتهم مليئة بالقلق والتوتر النفسي والعصبي: ما يؤثر في تحصيلهم الدراسي ومستقبلهم بشكل عام.

 وفضلاً عن ذلك فإن مشكلة اجتماعية من هذا النوع لا يمكن أن تمر بسهولة في حياة الأطفال بل ستترك تأثيراً مباشرة في قدرات الفتاة بعد الزواج وقد يرفض الأبناء الذين يعيشون في ظل والدين منفصلين أو في جو تسوده المشاحنات فكرة الارتباط بعلاقة زوجية.

 كما أن مناقشة الأمور المادية السلبية  أمام الأطفال قد يشعرهم بعدم استقرار الأسرة  وبأنهم عرضة للحرمان وعدم الحصول على مستلزماتهم  الأساسية .

 وتعد مسألة فقدان أحد الوالدين بالغة الحساسية للطفل لأن كارثة من هذا النوع ستترك فراغاً في حياة الطفل لا يمكن لأي شخص أن يعوضه وهنا يبرز  دور الركن الآخر من الأسرة للوقوف إلى جانب الأطفال وتوفير الدعم النفسي اللازم لهم للاستمتاع بحياة مستقرة بعيدة عن المنغصات وللخروج من حالة الحزن التي قد يخيم على الأسرة لفترة من الزمن يطلب  من الأم أو الأب تنظيم بعض النشاطات الترفيهية المسلية من حين لآخر وتعويض النشاطات التي كان يقوم بها الطرف المتوفي وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة الحميمية التي كانت تربطه مع الأطفال.

 ويفضل أيضاً الخروج من المنزل أو حتى السفر ولو بضعة أيام لأن  الابتعاد عن مكان الحدث يساعد على الخروج من الأزق النفسي وبالتالي التخفيف من الصدقة وحدة الاكتئاب عند الأطفال.

 وقد يمثل جو المدرسة سبباً آخر للاكتئاب خاصة في حال تطبيق نظم صارمة وقاسية لا تتناسب مع الفئات العمرية للأطفال أو تعمد بعض المدرسين فرض قوانين مشددة أو إجراءات ومتطلبات تفوق القدرات البدنية أو العقلية للطفل.

 كيف تحل مشكلة أبنائنا؟..

إنّ أفضل طريقة لحل مشكلات الأطفال تتمثل في إقامة قنوات للحوار والاتصال. وعدم دفعهم إلى اليأس والاكتئاب والجلوس معهم  ومحاولة فهم مشكلاتهم اليومية وحلها من دون تأخير حتى لا تتفاقم المشكلة ويستحيل علاجها.

 ومن الحلول لمشكلات الاكتئاب والضغط النفسي عند الأطفال أن يكون الأبوان قدوة حسنة لأبنائهما.

 وأن يحاولا دائماً منحهم الثقة  اللازمة لمواجهة الحياة وتحدياتها والتغلب على مشكلاتها اليومية.

 وقبل البدء بعلاج أي مشكلة ينبغي للآباء والأمهات معرفة سبب الاكتئاب قبل البحث عن الدماء.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار