(كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا)

الوحدة 7-7-2020  

 

تضجّ طبيعتنا بمفاتنها ومحاسنها من تلال وقلاع وجبال وشط وبحر ونهر (ومي وفي) جمال يحيط بأقطارك وأفكارك ومشاعرك من كل صوب وأنت تجلس في أحضانها تأكل وتشرب المتة والشاي والعصائر بكل ألوانها ونكهاتها وتأكل المشاوي والتبولة والسلطات وحتى السندويش وتقشر الفاكهة والبطيخ الأصفر والأحمر وترميها كلها خلف ظهرك وتنسحب بل تنسل باستخفاف، وكأن الأمر يقع مصابه على غيرك وتحاول دائماً تبرئة نفسك من الواقعة بأنك نسيت كيس الزبالة في مكانه وتصمت بوجه ازدراء، إلى أن يأتيك الظن السوء والمستاء منه بتوجيه إصبع الاتهام والملامة وتصويبه على أنك رأيتهم قد سبقوك وتركوا أكياسهم لمن فيه وعي واهتمام، فإلى متى هذا الحال المستعر منه والذي يبعث على الاشمئزاز ورفع الصوت عالياً ،كفاكم جوراً على الطبيعة والإنسان؟

لا نذهب إلى مكان في طبيعتنا الساحرة للراحة والاستجمام إلا ويكون في استقبالنا أكوام من القمامة ، ونبقى في بحث تائهين عن مكان نجد فيه بعض النظافة ولو تحلقنا في خواء، لقد تعبنا من الأمر وغلبنا الوضع ولم نتغلب عليه رغم كل التوعية والمحاضرات في مراكز ثقافية وحتى جلسات نسائية ومسائية وجمعيات وكانت قد قصدت كل الأماكن السياحية والمواقع الأثرية وشط البحر بحملات تنظيف  بكل جد واجتهاد، إلا أنها لم تنل مرادها ولم ولن تنتهي  حملاتها وسيبقى الأمر معلقاً وحكماً على ما هو عليه، ما دام عند الناس قلة اهتمام والضمير غائب ؟ أليس من عقوبات وقوانين أومن مراقبين ولو ماتوا هماً ليرقبوا هؤلاء ويراقبوهم بشر أعمالهم ويمنعونهم عنها لنعود ثانية للمكان ونننال قسطنا من الاستجمام والجمال الذي وهبنا الله لنا وألمنا به .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار