الشائعات في الملمات..

الوحدة 1-7-2020

 

الشائعة فيروس عضال ينهش في جسد المجتمع ليفتك به ويفككه وينهكه عبر السيطرة على الإنسان وإضعافه بنفسه.

الشائعة والحرب النفسية في إطار واحد لأنها تستعمل بفاعلية وتتميز بشدة تأثيرها على العواطف وقدرتها على الانتشار، وتختلف درجات فاعليتها تبعاً لنوعها ودوافعها التي تكمن خلفها وطرق التفنن فيها وأدائها بتناقل الأخبار والإضافة عليها بعشوائية بفعل فاعل أو عامل خارجي لتكون بمردودها أقوى من السلاح ليردي الفرد والمجتمع صريعاً أو محطماً يهلكه التشاؤم والإحباط، فهي تنسل من منافذ الضعف بين المتفائل والمتشائم وهما كالناظر إلى النصف المملوء من الكأس والناظر إلى النصف الفارغ منه وشتان ما بين النظرتين .

تنتشر الشائعات بطرق مختصرة وملتوية وعبر وسائل التواصل والدردشات وترويجها في بيئة المجتمع وبنيته واطلاع الأفراد عليها بشكل دائم وبالاتصال الشخصي وفي أحاديث الثرثرة والجلسات النسائية وصالوناتها، وتداول أهم الأخبار وأهمها اليوم الغلاء والأسعار ونشر المعلومات المغلوطة عن الوباء والمبالغة فيها .

ولكن علينا الاعتراف بأن للشائعات منحى إيجابياً وخصوصاً بالترويج لحالة إيجابية ونشر الأحاديث والقصص المفرحة بتعابيرها حتى ولو كانت غير حقيقية فهي تولد طاقة إيجابية لكن يجب انتقاء الأشخاص البارعين في إيصالها .

مقاومة الشائعات بالاستعداد الدائم لها ومواجهتها والوعي لموجهها واجتثاث الأفكار الهدامة الرامية إلى التخريب، وتعزيز العلاقة بين المؤسسات والمنظمات وفئة الشباب كونهم الأكثر تأثراً، وتعزيز دور المراكز الثقافية والمواقع التنويرية والوقوف بقلب واحد في الأفراح والملمات لصد الشائعات ووأدها في مهدها.

معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار