القلق الامتحاني .. والنصائح الواجب اتباعها للتخفيف من حدة التوتر والاضطرابات النفسية

الوحدة 22- 6 -2020

 

تعد الامتحانات عقبة هامة ومفصلية في حياة الفرد لأنها تحدد  مسار حباته ومستقبله من هنا يتوجب تطوير الاختبارات وآليتها لجعلها قادرة على فرز المخرجات المناسبة لبناء المجتمع ورفده بالكوادر المسؤولة عن إيجاد الحلول والبدائل والعمل على الارتقاء بالمجتمع والدولة مما لا شك فيه أنه وخلال التخضير والاستعداد لخوض الامتحانات  تنتاب تلاميذنا و طلابنا مشاعر القلق والخوف وتسود العصبية والتوتر أجواء البيئات والأسر التربوية…

قبل الحديث عن القلق الإمتحاني ومكوناته والنصائح الواجب اتباعها للتخفيف من حدة التوتر والاضطرابات النفسية . لابد من إجراء استطلاع على أراء الطلاب وذويهم  لمعرفة النفسية الحالة النفسية المسيطرة خلال فترة الاستعداد لامتحانات شهادات التعليم الأساسي والثانوية العامة والفنية والشرعية القريبة وامتحانات الجامعة المقرر في شهر آب المقبل.

أفاد الطالب علي أحمد الذي استعد لامتحانات شهادة التعليم الأساسي:

رغم استعدادي الجيد لإجراء الامتحانات أشعر بالخوف وإن كان في حده الطبيعي مضيفاً الخوف يعني الحذر والحذر يعني النجاح..

بدورها الطالبة جودي قالت: منذ بداية العام الدراسي  ثابرت على الدراسة  وسهرت الليالي رغم ذلك تنتابني مشاعر التوتر والخوف من بنسيان المعلومات وعدم  مقدرتي  على استرجاعها في الوقت المناسب ولا سيما في مادة المبادىء الفلسفية والاجتماعية.

من جانبها الطالبة هبة اسماعيل طالبة في كلية الآداب ذكرت امتحانات هذا الفصل تتميز بخصوصية نتيجة فترة الحظر للوقاية من فيروس كورونا كل ما  نخشاه  هو القرارات والمستجدات الطارئة.

وأشارت السيدة سحر ابراهيم  إلى أن هناك حالة من الإضطراب والقلق تعيشها ابنتاي الكبيرة في الصف الثالث الثانوي والثانية في شهادة التعليم الأساسي وأضافت أفراد العائلة تتعامل بإيجابية وبالطرق السليمة خشية من أن تتحول حالة القلق إلى حالات مرضية تلازم ابنتاي لذلك نعمل على تهيئتهما في المنزل بما ينعكس إيجاباً على أداءهما في الفحص وتوفير شروط  ومتطلبات الاستقرار الذهني والنفسي

وبدوره يقول محمد زيدان: ابنتي تستعد  لامتحانات الشهادة العامة الفرع العلمي فهي دائماً متوترة واسئلتها كثيرة مضيفاً أنه من واجبنا كآباء تهيئة أبناءنا الطلاب للامتحانات وتقديم النصائح والإرشادات التي من شأنها تعزيز المعنويات وتحفيزهم لتحقيق أهدافهم المستقبلية وأكدت السيدة أوسيمة عيسى على الرغم من التعامل الإيجابي مع ولدي الذي يستعد لامتحانات شهادة التعليم الأساسي إلا أن هناك بعض التوترات النفسية من  قبلنا نحن الوالدين  حيث نشعر بالإرهاق والتفكير الدائم بكيفية تقديم ولدنا للامتحانات وأوضحت باعتبار الامتحانات وسيلة لقياس وتقييم قدرات ومهارات الطالب خلال عام دراسي كامل  نأمل من الجهات المعنية العمل على تغير آلية القبول بالثانوية العامة وبالجامعات باعتماد  معايير جيدة تتناسب وطبيعية العصر..

بيّن عضو لجان تأليف المناهج التربوي المطور والمشرف والباحث والموجه التربوي في مديرية تربية اللاذقية باسم شرمك بأن القلق بشكل عام هو شعور بالخوف والاضطراب من مواجهة قضية مجهولة وقد يكون حالة بسيطة آنية نسميه القلق الميّسر وقد يكون حالة معقدة قد تتحول إلى حالة مرضية وفي هذه الحالة نسميه القلق المعسّر وهناك نوع ثالث يسمى القلق المعدوم والذي يشبه المعسّر مشيراً إلى أن القلق الامتحاني له مكوناته – معرفي  ويتصف بعدم  القدرة على تنظيم المعلومات واستدعائها مع خلل في الحالة المعرفية نتيجة عدم التركيز والتقصير في الدراسة.

مكون انفعالي ويظهر الاضطراب والأرق والتوتر وعدم الرغبة في الأكل وعدم المقدرة على النوم ولو لساعات قليلة.

ومكون جسدي يرافقه اضطرابات معوية وتعرّق الأصابع ورجفان اليدين والغثيان والإغماء.

ومكون اجتماعي في هذا المكون يلعب الأهل الدور الأكبر وخاصة عندما يكون طموحهم أكبر من قدرات ومهارات الطالب وإجراء المقارنات السلبية الهدامة مع الأقارب والأصدقاء هنا يترتب على الأهل الأخذ بعين الاعتبار قدرات وميول الطالب واختيار الفرع المناسب لطاقاته ووجه الباحث شرمك نصائحاً للأهل  بأن يكونوا عوناً لأبنائهم للتخفيف من حدة القلق والتوتر الامتحاني بعدم المقارنة مع أحد ولا سيما الأقارب والجيران وأن يكون طموحهم واقعياً والعمل على تنظيم أوقات الدراسة والراحة وضرورة ممارسة الرياضة لأن ( العقل السليم في الجسم السليم ): الاهتمام بالغذاء الجيد والإكثار من شرب المياه.

والابتعاد ما أمكن عن المنبهات.. وعلى الطالب أن يعتمد على الأسباب والنتائج لا على القدر وفي قاعد الامتحان على الطالب أن يقرأ الأسئلة جيداً وينقل ما كتبه على ورقة المسودة إلى ورقة الإجابة ( المبيضة ) ورداً على سؤال متى نصل إلى  نظام امتحاني لا يعتمد على الامتحان  الأخير والوحيد والذي تتوقف عليه نتيجة عام دراسي كامل ويتوقف عليه مستقبل الطالب واتجاهاته وميوله..

وتعمل وزارة التربية عن طريق المركز الوطني للقياس والتقويم التربوي على مشاريع وخطط هامة للوصول إلى اختبار نقيس الجوانب المعرفية والوجدانية والأدائية  وقد يكون بداية تغيير نظام الترفع في الصفوف الأول والثاني والثالث والرابع ثم التعميم على بقية المراحل واعتماد علامة المشروعات التي تختبر داخل المدرسة وفق معايير تقيمية  وأخيراً نقول قد يكون القلق الامتحاني ظاهرة طبيعية إذ بقيت بحدودها الطبيعة وما علينا نحن الآباء إلا العمل على تخفيف من حدة القلق بتهيئة الأجواء المناسبة للدراسة وتنظيم وقت الدراسة والاستراحة.

يسرا أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار