الوحدة : 3-5-2020
يحتفل العالم في الثالث من شهر أيار كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، ولعل المعاني التي تستنبط من هذا اليوم تولي في الدرجة الأولى مسألة حرية التعبير والرأي المقام الأول لأنها رافعة العمل الصحافي، والضامن الرئيس لإخراج الطاقات الكامنة في عالم الصحافة كما يجب، والاستثمار الأقصى لتلك الطاقات لتحقيق الأهداف المهنية، وبطبيعة الحال الأهداف الإنسانية لهذه المهنة العظيمة، والتي تمثل بشكل أو بآخر السلطة الرابعة التي تشارك في تسليط الضوء على كل اعوجاج من جهة، والمشاكل والعقبات التي تعيق نزعة المجتمعات والدول إلى الارتقاء بمنظومة العمل في الشأن العام، واقتراح الحلول والأفكار الجديدة، ولا ننسى هنا أيضاً المسؤولية الإنسانية القيمة التي تتصدى لها منظومة الصحافة بشكل خاص و الإعلام بشكل عام فيما يخص التنويه بحاجات المجتمعات على كافة الأصعدة، ووضع اليد على مواطن الخلل واستشراف الحلول ما أمكن، عبر مقاربات لصيقة لتفاصيل الحياة اليومية للمواطن، والبحث الدؤوب في كل ما يقدم قيمة مضافة لحياة مجتمعية أسمى.
ومن الضرورة بمكان هنا أن يتم التنويه في هذه المناسبة إلى أمرين أساسيين وجوهريين:
أولاً: استمرار تفعيل و تكريس قضية الحرية الإعلامية وضمان تفعيل القوانين التي تضمن إلى أبعد حد هذه الحرية من أجل إطلاق يد المنظومة الإعلامية –المسؤولة وذات البعد الوطني- بشكل كاف من أجل رفد الدولة والمجتمع بقوة فاعلة تشكل العين الرابعة الساهرة على منعة البلد وتطور المجتمع.
ثانياً: ضرورة الارتقاء باحترافية العمل الإعلامي بالمجمل عبر سياسات إصلاح جدية ترى بعين التحديث التطور المحموم في أدوات العمل الإعلامي وسرعة التغيرات الدراماتيكية التي يشهدها الكوكب مع بداية الألفية الثالثة، الأمر الذي يحتم على جمهور الإعلاميين مواكبة لحظية لهذا الواقع المتغير، المتلون، وضرورة التكيف مع متطلباته للبقاء دائماً في صلب الأحداث والوقوف بكل حرفيّة على كل ما هو جديد وهام، وإعادة إنتاج هذه المنظومة بما يليق بأهدافها ورسالتها الرائدة.
ويبقى في النهاية أن نوجه رسالة محبة إلى الإعلاميين في وطننا الغالي سورية وإلى كل إعلامي حول العالم حمل على عاتقه قول الحقيقة المجردة بكل ضمير حي، والتصدي لقوى الشر، هذا الضمير الإنساني الحر، الذي تسقط دونه كل مغريات المال والسلطة والنفوذ.
نور محمد حاتم