الوحدة : 18-9-2024
“فن القصة الساخرة.. نماذج مختارة ” عنوان المحاضرة التي ألقاها د. عدنان مصطفى بيلونه في قاعة المحاضرات في اتحاد الكتاب العرب باللاذقية.
استهل المحاضر حديثه بالإشارة إلى أنّ السخرية في الأدب المعاصر لا تأخذ المعنى المشار إليه في معاجم اللغة العربية لغوياً، فهي لا تعني التهكم والقذف والتشهير، ولا علاقة لها بالتهريج أيضاً، وقد عُرفت السخرية في مختلف ألوان التعبير، في الشعر، والنثر، والقصة، والرواية، وغيرها من الكلام المسموع أو المنطوق أو الرسم المعبّر والذي يدعى ” فن الكاريكاتير”..و قد عُرّفت السخرية:
بأنها ممارسة جادة، هازلة، أسلوبٌ مر وفكه من أساليب النضال السياسي ومقاومة المحتل، وانتقاد السلطات الفاسدة، ومقاومة القهر والحرمان على مرّ العصور.
وعن الأدب الساخر والسخرية في الأدب يضيف: الأدب الساخر، بإيجاز، أباهُ الكبت، وأمُّه العبودية، ومنطقُه الحقيقة، وهدفُه الحرية.
والسخرية مكوّنٌ رئيسي من مكونات السردية الأدبية، حيث يتطلب النص الأدبي الساخر، وبالأخصّ في القصة القصيرة، الجمع بين اللغة بمفرداتها وتعابيرها وبين الحكاية الشعبية والفن باصطياد “المفارقة” في المشهد الواحد وتضخيم العيوب المادية والنفسية، كالذي يتجسد في لوحة الكاريكاتير، أو في أدب النكتة الشفهية، حيث تزخر القصة الساخرة بالمرح والضحك والبشاشة في الظاهر، بَيد أنها تخفي خلفَها البثور والأورام والقروح التي في داخلنا.. وغالباً ما تكون القصة الساخرة انتقاماً لثأر، أو تعويضاً عن نقص اجتماعي، أو همّاً من الهموم اليومية على وجه العموم، أو تعريفاً بظاهرة سلبية متشربة في ظل وضع فاسد تجثم فيه سلطة الرقيب على العقول ومقصه الحاد قرب اللسان.
وأشار المحاضر إلى أهمّ كتّاب الأدب الساخر في العالم ومنهم:
مارك توين في أمريكا، وماركيز في كولومبيا، وفيكتور هيجو، ولافونتين، وأميل زولا في فرنسا، وسومرست موم، و(ج.م.باري) في بريطانيا، ودينو بوزاناتي في إيطاليا، وناظم حكمت، وعزيز نيسين في تركيا، وفي روسيا أبو الأدب الساخر/ غوغول، وأبو القصة الساخرة/ تشيخوف، و ابن مقفع روسيا/ كريلوف، وما تميز به من انسجام لعبقريته الفريدة مع فنه القصصي وموهبته الخلاقة، وخياله الخصب، وإبداعه الحقيقي، الذي ارتقى به إلى مستوى العالمية.
أما على المستوى العربي، ففي مصر برز في هذا الأدب الصعب “الشيخ عبد العزيز البشري، عبد الله إمام، محمد مصطفى حمام، توفيق الحكيم، إحسان عبد القدوس، نجيب محفوظ..فكري أباظة..أحمد رجب..فايز حلاوة.. محمد السعدني..كامل الشناوي ..وليم باسيتي وغيرهم كثيرون”.
وفي الأردن مصطفى التل، وفي ليبيا القاص المخضرم علي مصطفى المصراتي، وفي المغرب ابن إبراهيم، وفي تونس حسن الجزيري، وفي فلسطين هاشم السبع، وشفيق الحوت، وغسان كنفاني، وقليلون هم الذين يعرفون بأنَّ هذا الكاتب الكبير كان يكتب مقالات وقصصاً قصيرة ساخرة في ملحق صحيفة الأنوار اللبنانية. وفي لبنان برز جورج إبراهيم الخوري، و جورج جرداق، واسكندر الرياشي، وسالم الجسر، ومكرزل دبور، وغيرهم.
وفي سورية: الكاتب الساخر الكبير زكريا تامر وعبد السلام العجيلي ومقاماته الرائعة، وسعد الله ونوس ومسرحياته الساخرة، ومحمد الماغوط، وممدوح عدوان، وخيري الذهبي، وحسيب ومواهب كيالي، وعباس الحامض، وعبدالغني العطري، وسعيد تلاوي، وعدنان بن ذريل، وحسام الخطيب، وخطيب بدلة، ونبيل سلمان، وحسن م يوسف، وزهير جبور، وعاطف صقر وأمل حورية وغيرهم كثيرون.
وقدم المحاضر نماذج من قصص زكريا تامر وعزيز نيسن ومن تجربته الشخصية في كتابة الأدب الساخر على ألسنة الحيوانات.
جورج إبراهيم شويط