الوحدة : 18-9-2024
ما يحدث على أهم شوارع مدينة اللاذقية من تمزيق للطريق وفتح خنادق بغية تبديل أحد الكوابل الكهربائية باستطاعة أقوى، ومن ثم القيام بعملية الطمر بطرق حديثة وكأنه سيبقى مدفوناً إلى أبد الآبدين، يأخذنا إلى الوراء كثيراً، وتحديداً إلى تنفيذ هذه المشاريع ضمن شوارع المدن الكبيرة، حيث أن القائمين على تنظيم المدن وطرقاتها يأخذون بالحسبان جميع التطورات المستقبلية، لاسيما الأعطال والكوارث الطبيعية، حيث يتم هناك تنفيذ عبّارات خاصّة تشبه أنابيب الصرف الصحي الضخمة، مخصّصة لهذه الغاية وأخواتها “الهاتفية والكابلات الأخرى”، و مزوّدة بما يشبه جور التفتيش، وبالتالي، أي عطل طارئ أو عمليات تحديث استطاعة معينة لأي كابل،تتم بسلاسة، فيسحب القديم ويستبدل بآخر جديد، عوضاً عن العودة إلى الطُرق القديمة و”نبش القبور الطويلة” من ألفها إلى يائها، ووضع المدينة والشوارع بحالة استنفار، هذا إذا لم يطرأ مفاجآت أخرى خلال عمليات النبش والحفر، وقد يجيب الكثيرون عن هذا بالتالي: هنا ينتهي دور عمليات التعهّد والشركات المنفّذة؟!.،فبعد الانتهاء من تشويه الشكل العام للطريق (كالعين العورة)، تبدأ عمليات الطمر والقيام بترقيع الخندق وتعبيده،و لن تنفعه عمليات الدحل، ليصبح الموقع كالضماد المؤقّت، ونقطة ضعف حقيقية بوجه أي فيضانات مستقبلية، كانت قد فعلت فعلتها بالكثير من المواقع سابقاً، لنعود مجدّداً للاستفادة من منصفات الطُرق والشوارع، عبر تنفيذ “ميترو” أنفاق صغير داخلها يضم كافّة الخدمات الهاتفية والكهربائية وعدم تركها لأعمدة الكهرباء الشارعية المقوّسة الجاثمة بدون إنارة، بالإضافة لبعض منصّات الإعلانات التجارية وحفلات المطربين.
بالمناسبة كلفة هذه المشاريع والتعهدات مُتعبة جداً، لكن الأمر الأسوأ أنه قد يحدث تطورات أخرى مشابهة على نفس المضمار، وقد تتم إعادة فتحه في أية لحظة، حدث ذلك على طريق عام الدريكيش – طرطوس المُنفذ حديثاً، عندما فُتح الطريق والرصيف من أجل طمر الكبل الضوئي الخاص بمدينة الدريكيش.
سليمان حسين