متى نستعيدُ العافية؟

الوحدة : 28-4-2020

منذ مدّة ليست بالقليلة، وحتى بعد سنوات الحرب العجاف التي أرخت رحاها على مختلف مشارب الحياة وخاصة فيما يخصّ الدّراما، بَقي صّناع الدّراما يتحدون صعاب الحرب وعثراتها، فكما حال المواطن كذلك حال الفنان الذي تشتت في أنحاء المعمورة باحثاً عن لقمة عيشه الضائعة بين جنبات الفن الهابط.

سابقاً كتبت الدّراما السورية عن واقع، مقدّمة حكايا الناس المتنوعة شارحة أحوالهم بكل تفاصيلها بجرأة منقطعة النظير، لتصبح متقدمة على نظيراتها العربية، حتى يخال لنا أننا نعيش تفاصيل هذا المجتمع، كتبت دراما عن الحبّ معبّرة في زمن الحرب متمسكة بقيم جميلة، اليوم ومع بداية شهر رمضان  تنهال علينا مسلسلات درامية، وهذا ما يقال عنه (أشكال – ألوان) تابعتها ليومين من صباحي إلى مسائي، أفندّها في تفاصيلها، أبحث عن حبكة تربط أحداثها.

قرأتُ مقالة تقول: (إن الدّراما السورية تعاني صفعة المقاطعة والانقسام وضعف الإمكانات والقلق الذي اعترى صنّاعها، وهي حكماً تحتاج إلى مزيد من الوقت لاستعادة مساحتها التي تستحقها).

ما نشاهده اليوم ما عدا قلّة قليلة من المسلسلات هي أعمال لا ترقى لأن تكون دراما سورية، عرفت عبر تاريخ عبر، حصلت على جوائز عربية كثيرة، اكتسحت ساحات الدّراما.

ما يطغى اليوم على الأعمال الدرامية عدم الواقعية وبعدها عن الواقع والهزلية، وليست الكوميدية، نرى نجوماً عديدين لهم أسماؤهم على مدى التاريخ ويسخرّون تمثيلهم وإمكانياتهم لنصوص قد لا تصلح لأن تسمّى كوميديا.

استسهال في الفن، استسهال في التأليف والكتابة والحوار والتمثيل وبهرجة في الأزياء والمكياج، نتعطش دوماً لدّراما تلفزيونية تشبه درامانا، الدراما القوية الخالية من أية شوائب ونقاط ضعف.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار