هذا العالم

الوحدة :9-9-2024

هذا العالم الذي نحلّق فيه بأسرع وسائط القدوم والترحال، ونعيش أنفاس ربيعه وقت نشاء، وجهه الحقيقي ليس كذلك.

فعلى الرّغم من قطافنا لذرّات الوقت بقصد التقدم في كل شيء، وهو بلا شك لم يرتقِ بإنسانية البشر، وإذا كان قديماً صليل السيوف وطعن القنا عنواناً للعزة والسؤدد، فوسائل التدمير الحالية ما هي إلا للبطش وإلافناء، تطحن معها حتى المبررات والأسباب.

يا له من عالم الأفكار فيه كالوجبات السريعة، أما نحن فعقولنا في استراحةٍ دائمة، عالمٌ يحضر بحره إلينا بكل ملوحته، ولكن لا تظهر فينا ذرة ملح واحدة منه. نقص الجذور ونتباكى على تأخر البراعم،

نسبّ ونشتم الآخرين ليشكرونا، نقوم بتأمين “االبسكويت” للكلاب والقطط قبل الزيت والدقيق لمنازلنا.

مازلنا ننظر من ثقب الإبرة ونلوم الثقب على عدم وضوح الرؤية.

نختصر العشق بليلى، ونكتفي بكرم الطائي وحلم الأحنف، ثم نتوزع إلى فرقٍ، كل فرقةِ تلتفُّ حول حقبة من تاريخ مضى، شخصياته أشبعت التراب موتاً ونخراً، ولو عادوا أحياء لاتّفقوا علينا برأي موحد، وربما أجهزوا على جميع ما نتمناه!.

في المدينة الكبيرة التي أعيش، أسأل عن مشفى المجانين عندهم، فيأتيني الجواب كل مرة أنه لا مشفى للمجانين لديهم، فأستغرب ولا أستغرب، متمنياً أن تدهسني الدهشة!!

 

 سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار