الوحدة : 10-9-2024
المرأة الأصيلة هي التي تحسن معاملة زوجها، وتكون معه في السراء والضراء، وتكون عوناً له على الدنيا وليس عوناً للدنيا عليه، وتسعى إلى أن يكون زوجها باراً بوالديه، وإخوته وأخواته خصوصاً والمجتمع عموماً، والرسالات السماوية كافة نبَّهت على ذلك:
ففي سورة مريم: “وبَرّاً بوالديه ولم يكن جبّاراً عَصِيّاً”..
وفي الكتاب المقدس تبين صلاح المرأة: “إمرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلئ”..
فالرجل له تربيتان – كما المرأة- عند أهله وفي بيت الزوجية وله أن يختار إما أن يستمر على صلة الرحم والمودة في القربى بتشجيع من زوجته الفاضلة، أو أنه يتراجع ويتبدل مع أول إصرار يسبّب القطيعة من زوجته الطالحة بحجة خلافات شخصية طفيفة أو ضمان مستقبل الأسرة وحجج أخرى، فتثرثر حتى الإقناع، كقول المثل: (ينسى الحسون التغريد ولا تنسى المرأة التنكيد)، فالزوجة هنا لها أن تختار فإما ترجح عقلها “فَتعمِّر” وإما تنجرف لشيطانها فتُخرِّب و”تُدمِّر” ما بني من أساس واستقرار منزلي أسروي ومادي.. ويرغب معظم الرجال في أن يحظى بزوجة صالحة يستعين بها في حياة كريمة، أقول ذلك ما يصح للرجل يصح عن المرأة أيضاً، وقيل: (الفَرس من خيّالها)، والخيّال هو الرجل الصَّالح المثالي الذي يحترم زوجته ويُكرِّمها أمام أولاده وأهله والمجتمع كافة، ويؤيّدها بل ويدفعها للعطاء فتكون مُحبة لواجبها الأسروي والمجتمعي وتجهد في حُسن إتقان عملها بكل إخلاص وتفان، وتبرز هنا حكمة الحكيم (ماأكرمها إلا كريم) و (ما أهانها إلا لئيم) أي يستخف بها وبمجهودها وشقائها ويهمل احترامها ويستخدم أسلوب العنف بالعصبية والصفع لنجد ردود أفعالها عدوانية أشبه بالشياطين!! وهناك نوع خطير ومتسلط من الآباء الذين يحاولون بناء أسرة جديدة، فيجبرون أزواجهم وأولادهم على احترامهم لهم بالقوة؟!..
وبالرجوع إلى ماضيهم يتبين أنهم لم يكونوا بارّين مع آبائهم فلا يدركون أن الزمن كفيل أن يرد الدّين سواء خيراً أم شراً فكما تدين تدان!! و”أن الكيل الذي يكيلونه يكال لهم”..
نراهم في أبهى ظهورهم اللطيف وكلامهم المعسول أمام الناس والمجتمع ولكن مع أسرهم “اللهم تعافينا”، فلا ينجم عنهم سوى أسرة مهزوزة البنيان.. /الزوجة المغلوب على أمرها/ والأولاد ضعيفو الثقة في النفس والمهزوزين اجتماعياً وأخلاقياً!!
وهناك نموذجٌ مخيفٌ من الرجال وهو المريض بـ (الأنا المُتورّمة) وحب الظهور المُزيف، فيمثّل رجولته بعقلية رثّة عبر تسلّطه وتحكّمه على المرأة وطمث قدراتها لكيلا تبرز وتتفوّق عليه كحالة مستقبلية ومجتمعية، إنّ وجود هذه الفئة من أخطر ما استمرّ به الموروث البالي، والتعامل معها من أصعب ما يمكن للإنسان التعامل معه وخصوصاً تلك العادات القديمة الموروثة البالية والتي مازال البعض يتمسك بها، فيرثون من القديم أسوأ ما كان منهم في معاملة الأنثى كما في عصر العبودية..
وأخيراً وليس آخراً.. معظمنا يسمع ويرى ما يحل بمجتمعاتنا الأسروية من مشاكل وجرائم وعنف وقتل، وما أكثر ما نسمع من تفكك الأسر حتى على أدنى عقار أو متر أرض، ولو رجعنا إلى السبب لوجدنا أن المرأة الطالحة هي من وراء ذلك، وربما لسببين فهي إمّا تكون الأم التي تحب التملك وتخشى مصير أولادها ومستقبلهم!! أو زوجة تحب العنف لتصل إلى غايتها، وهذا يؤكد لنا قول الحكيم في أنّ المرأة شرّ لابدّ منه!!.
د. سحر أحمد علي