ماء الزهر صناعة تراثية واستخدامات عديدة

الوحدة : 22-4-2020

ماء الزهر اسم على مسمى ارتبط بتراث اللاذقية ويعتبر أحد أهم الصناعات المنزلية القديمة وله موسمه السنوي الذي يعلن عن نفسه من خلال رائحة زهر الليمون التي تملأ المكان معلنة عند بدء موسم قطاف تلك الزهور البيضاء العبقة برائحة والمعروف أن ماء الزهر الجيد يتم استخراجه من أزهار نوع محدد من الحمضيات وهو ما يعرف لدى أهل الساحل باسم ليمون (زفير) وفي دمشق يطلقون عليه اسم نارنج وهناك تسميات عديدة لهذه الثمرة منها أبو صفار وغيرها.

في منزل السيدة إلهام نور الدين المعروفة بحرفيتها في إعداد ماء الزهر كانت لنا الوقفة التالية والتعرف عن كثب على آلية العمل وقد أوضحت أن عملية صنع ماء الزهر تتم من خلال تقطيره من قبل ربات البيوت وهي حرفة قديمة جداً عرفت منذ مئات السنين، ولفتت إلى تطور الكركة عبر الزمان وقد ورثت هي واحدة عن والدتها وبينت أنه ثمة نساء يصنعنه للاستعمال الشخصي وأخريات يعمدن إلى بيعه والاتجار به، وتتم عملية تقطير ماء الزهر بشكل يدوي داخل البيوت بواسطة خطوات بسيطة باستخدام أداة منزلية تسمى الكركة، وقد تستمر لمدة تزيد عن ست ساعات، أما  خطوات صنع ماء الزهر في البيت فهي على التوالي: البداية تكون بقطف زهر البرتقال أو الليمون، وتنقيته وغربلته من الأعواد، وبعد ذلك غسله بشكل جيد، تقطير الزهر باستخدام وعاء معدني يستخدم بشكل خاص للتقطير يسمى الكركة، وتتم صناعته من الستانلس ستيل، أو الألمنيوم، أو النحاس، ويتكون من جزءين: سفلي وعلوي، كما يتم ذلك من خلال وضع الزهر في الجزء السفلي، ثم غمره بالماء، القيام بقفل الجزء السفلي الخاص بالكركة باستخدام الجزء العلوي الذي يستعمل لوضع الماء البارد فيه، والذي لا بد من الانتباه إلى إبقائه بارداً كل الوقت، يذكر أن هذا الماء البارد يعمل على تكثيف بخار الماء الذي يتصاعد من الماء المختلط بالزهر بعد أن يغلي و يتم وضع الكركة على نار قوية جداً حتى تبدأ بالغليان، وبعد ذلك يتم تهدئة النار عندما تبدأ قطرات الماء بالنزول من داخل الأنبوب البارد الخاص بالكركة، وبعد ذلك يتم جمع الماء الذي ينزل من داخل هذا الأنبوب في إناء جانبي غالباً ما يكون مصنوعاً من الزجاج، ويعتبر هذا الماء هو ماء الزهر المقطر النقي، ويوجد ماء درجة أولى اي ما يعرف بالقطفة الأولى وهناك درجة تانية ويطلق عليه  (تنو) أي القطفة الثانية.

يستعمل ماء الزهر في صناعة الحلويات وخاصة الرز بحليب والمهلبية والسحلب والكنافة والقطر، كما يصنع من ماء الزهر القهوة البيضاء ويعمل على تهدئة البشرة الحساسة بطريقة طبيعية ويمنع ظهور حب الشباب، وتعطير ماء الاستحمام وأحواض الاستحمام والحمامات.

ماء الزهر مهدئ للأعصاب، طارد للغازات، يقوي المعدة، يزيل التشنجات، مفيد ومنعم للبشرة، مفيد للأطفال المصابين بالمغص أو الغازات، كما يستعمل في صناعة أرقى العطور العالمية، وتستخدمه بعض النساء لتنظيف البشرة وتلميع المرايا ولهذه العملية يستخدم ماء الزهر القطفة الثانية.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار