العــــدد 9281
الأربعـــــــاء 30 كانون الثاني 2019
الإدارة هي فن التعامل والاحترام لمشاعر الآخرين، والتوجيه السليم والتخطيط ورسم الأهداف، والتقدير الحسي والمعنوي مع المرونة الجيدة للتغيير بما يناسب الجديد.
والجيل الحالي من الموظفين والعاملين يتسم معظمهم بالإبداع والاستقلالية، ويمتلك القدر نفسه الذي يمتلكه مديره بالعمل من العلم والمعرفة وذلك فيما يخص العمل، ولديهم من الاستعداد للعمل الجاد واستغلال القدرات الكامنة بداخلهم الشيء الكثير، والمدير الكفؤ هو الذي يستطيع أن يُوجد جواً من التفاهم والألفة بين الإدارة والعاملين لديها، وهو من يستطيع الدخول إلى أغوار الشخص المقابل وتشجيعه على بذل ما يستطيع من عمل، وهو من يحث على التطوير لذات الموظف ولشخصيته، وهو الذي يعزز النواحي الإيجابية لديه ويتفهم المشاكل الخاصة والظروف الحياتية والمهنية.
كما أن المدير البارع هو من يستطيع إيجاد بيئة عمل صحية حيث النقد البناء والهادف، ويقوم أيضاً بوضع الأهداف والاستراتيجيات الدقيقة والواضحة والمحددة للإدارة.
المدير المتمرس هو القادر على مواجهة الصعاب وتجاوز التحديات، ومحاولة إزالة العقبات التي تعترض سير العمل، إضافة إلى التحكم بالمشاعر وضبط النفس، فالمدير الذي لا يمكنه التحكم في حياته الشخصية والعامة، فإنه لن يمتلك القدرة على تحمل إدارة ومسؤوليات الآخرين، إضافة إلى القدرة على جعل الإمكانات تُبدع وتقود إلى إنتاج أفضل.
إن أولى المسؤوليات بالمدير اللامع أن يضع نفسه موضع تقدير واحترام، بحيث تكون رعاية نفسه موجودة قبل أن يحاول رعاية الآخرين، ففاقد الشيء لا يعطيه، فإذا لم يكن المدير ملتزماً بالوقت والتعليمات العامة فمن باب أولى أن تعم الفوضى وعدم الانتظام وضعف العمل في إدارته، فهناك في بعض الإدارات يكون المدير قلقاً لا يتكلم مع أحد عن مستقبل الإدارة وآفاق العمل، وينفرد دائماً بالرأي ويرى نفسه على صواب مطلق، وأن كل ما يقوم به من لديه يجب أن لا يتعدى ما يراه هو مناسباً، ولذا فإن رأيهم ليس بذي أهمية ولا يعدو كونه استثناء بالحديث.
وهناك من المديرين من يقتل الطموح والإبداع، والأفكار الجادة والعملية والبناءة ويحارب رغبة الموظف في إثراء معلوماته وفكره الوظيفي بحجة الأولويات في العمل.
ويلاحظ أن المدير الناجح هو من يقوم باطلاع العاملين لديه على التطورات الجارية، التي من شأنها أن تؤثر على مسارهم الوظيفي، وطبيعة أعمالهم، ويجب أن يكون صاحب رؤية واضحة وقادراً على إيصالها وتبليغها إلى كل الموظفين، لكسب تأييدهم لها حتى لو انعدمت أو قلت المسؤولية لدى العاملين لديه.
من المعروف أن المدير المتميز هو من يتفهم أهداف العمل، ويدرك كيفية تحقيق الموظفين لأهدافهم الفردية أو الجماعية ويكون راغباً في التطوير وممارساً جيداً ومبتكراً لأساليب عملية ناجحة.
وأخيراً فإن المدير المتواضع هو الذي يمكن الوصول إليه بكل أريحية، والتواصل معه بسهولة ويسر، لأنه يقدر ويثمن ويحترم حقوق الجميع.
د. بشار عيسى