تُوّج بالنصر.. 14 عاماً من النضال سوريا حرة منتصرة

الوحدة 15-3-2025

بعد 14 عاماً من النضال والتضحيات الجسام، وبعد أن قدم الشعب السوري ملايين الشهداء وصمد في وجه أقسى أنواع القصف المنظم والاعتقال والتعذيب، جاء اليوم الذي طال انتظاره. إنه يوم الانتصار العظيم الذي تحقق بفضل الله ومن ثم إرادة شعب لا يقهر، شعب رفض الخضوع للطغيان وأثبت للعالم أن الحرية تستحق كل تضحية.

بعد أربعة عشر عاماً من النضال، انتصرت ثورة السوريين، لكنها تركت خلفها إرثاً ثقيلاً من المآسي الإنسانية وكماً هائلاً من الخراب والدمار سببه نظام الأسد الساقط، كل ذلك لم يكن ليحدث لولا اعتماد نظام الأسد منذ البداية على خيار قتل المدنيين واعتقالهم وهدم بيوتهم، الأمر الذي أدى إلى نزوح ولجوء أكثر من نصف الشعب السوري.
ومما زاد معاناة السوريين دعم إيران و”حزب الله” اللبناني العسكري واللوجستي لنظام الأسد، حيث ضاعف من أعمال القتل والفتك بالمدنيين، وارتكب النظام وحلفاؤه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بأشكال متعددة، شملت استخدام السلاح الكيماوي، واتباع سياسات التجويع، والتهجير القسري، والحصار، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، وصولاً إلى القتل الممنهج والمتعمد لمئات الآلاف من المدنيين.
لا بد لليل من صبح يبدده
انطلقت معركة ردع العدوان في 27-11-2024 بعد تخطيط استراتيجي وتحضير عسكري، وبهمة عالية من الفصائل العسكرية الثورية، حيث تمكنت من تحرير حلب وحماة وحمص وصولاً إلى رأس الأفعى في دمشق. وتمكنت من إسقاط نظام الأسد الذي فر هارباً إلى روسيا، ولاحقت فلوله في عمليات منظمة واعتقلت الكثير من ضباطه المجرمين الذين شاركوا في قتل الشعب السوري.
وانعقد مؤتمر النصر، الذي عقدته إدارة العمليات العسكرية حيث ضم قادة الفصائل العسكرية، ومن أبرز قراراته تولية السيد أحمد الشرع رئاسة سورية في المرحلة الانتقالية، وقيامه بمهام رئاسة الجمهورية وتمثيلها في المحافل الدولية، وتفويضه بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت، وحلّ حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وحظر إعادة تشكيلها وحلّ الأجهزة الأمنية والجيش، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة وبناء جيش جديد على أسس وطنية.

بدأت ثمرات النصر تظهر سريعاً، حيث وقع السيد الرئيس احمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية مع السيد مظلوم عبدي اتفاقاً يقضي بانضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى مؤسسات الدولة السورية، إضافة إلى مصادقة السيد الرئيس على إعلان دستوري يحدد ملامح الفترة القادمة، وكذلك إصلاحات كبيرة في مؤسسات الدولة المدنية.

محمود رسلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار