تلك الآه التي خرجت عنوة!

الوحدة :3_3_2025

على حافة جرف خطير من العمر، وحيث بستان العمر مالَ إلى المغيب، حمل بطاقة الضمان الصحي وتوجّه إلى الصيدلية التي يتعامل معها، وهناك، اعتذرت منه تلك الصبيّة (الصيدلانية) لأنه بطاقته ليست مفعّلة، وبالتالي عليه أن يدفع ثمن كلّ خفقة قادمة من خفقات قلبه دون مساعدة أحد!
الأصعب من موقف ذلك الرجل الذي عاد متأبّطاً خيبته، هو موقف من (شهد الموقف وشهد الشهر الكريم) وبقي عاجزاً إلا عن دعاء يجلجل في السماء علّ رجعه يحمل الخير للجميع…
الحال من بعضه.. هكذا يردد السوريون، لكن درجات الوجع سبع، أولها أن يقتصر تفكيرك على نفسك، وثانيها أن تعجز عن توفير ما تحتاجه لنفسك، وثالثها أن تحاول إغماض العين عن سواك فلا تقدر، ورابعها أن يكون المشهد خارج شبكيتك مؤلماً إلى أقصى حد ولا جرعة (شفا) تقدمها، وخامسها أن يستغرب غيرك كيف وصلت إلى هنا، وسادسها أن تُلام على فقرك، وسابعها وأقساها أن تقتحم رائحة مطبخهم أجهزتك التنفسية دون أن تمرّ (لقمة خير منهم) أي معبر في جهاز الهضمي، ولو ألقيَ نصف طعامهم إلى قارعة الطريق والحاويات…
مازال في الصبر بقية، ومازال في العمر حكاية، ولن يكون العين إلا وقد فُرجت إن شاء الله، لأننا وبكلّ بساطة شعب طيّب ونستحق أن نعيش بكرامتنا.

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار