مسلّة وخيط… و(شوية وجع)!

الوحدة:2-3-2025

لم تكن تفاصيل يومنا في يوم من الأيام (مثالية)، ولكنها لم تكن إلى هذا الحدّ من الوجع والقسوة، ما يجعلنا نحنّ لأيام فتبدو وكأننا كنّا فيها ملوك زماننا..

الإنسان السوري يعاني أنّى مالت به الريح، وكأن الشقاء إحدى علاماته الفارقة، إلا من أنعم عليه الله مالاً، فبإمكانه أن يغيّر حتى اتجاه الريح!

نمسك بـ (المسلّة) والخيط في جيبنا أيضاً، لكن ما نريد رتقه غير قابل لـ (الرتق) فقد نال منه الاهتراء ما نال!

رمضان كريم.. رمضان شهر الخير والإحسان… ينتظر عزيزُ نفسٍ أن يُطرَق بابه ولو بـ (عبوة ليتر من الزيت) أو بضع غرامات من (اللبنة أو الزيتون) فنحن، أهل المنطقة الأولى في زارعة الزيتون لا يوجد في بيوتنا لا زيت ولا زيتون… ربما بعناه في موسمه لنشتري بثمنه بطاطا وبصلاً، وربما موزاً، مضطرين في مكان ما، ولا مبالين في مكان آخر، والنتيجة واحدة لا فئران في بيوتنا كما قالت تلك السيدة (الكريمة) للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأمرَ بتأمين الطعام لها، فأين أنت منّا أيّها الفاروق!

نحتاج أهمّ أمرين يبحث عنهما أي إنسان: خبزاً وأمناً، خبزاً بدلالته لا بمعناه الحرفي، وأمناً بشموليته دون أي أمر يشوبه…

في رمضان، جعله الله سكينة روح ونجاتها، وبوابة عبور إلى حياة جديدة خضراء بمضمونها وقيمها، نحتاج أن نكون أكثر إنسانية فيما بيننا من الوقوف على الفرن إلى كلّ شيء في حياتنا، فهناك أعزاء يطأطئ الفقرُ هاماتهم، وشرفاء يحارون كيف يوفرون ثمن (علبة سيتامول)…

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار