الوحدة : 7-4-2023
ليست كتابة هذه السطور مهمّة سهلة، فالتاريخ – ولا نقصد هنا عدد السنوات، بل الخبرة والتراكمات والغيريّة والعمل الدؤوب – لا يُختصَر بسطور.
وإنّ إحياءَ أيّ ذكرى كذكرى ميلاد حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، إنّما تستمدّ جدواها ومعانيها ليس من مجرّد كونها لحظة افتخارٍ بما قطعناه من المسيرة النضاليّة فقط، وإنّما أيضاً من كونها تحريضاً على متابعة هذه المسيرة، وشحذاً للهمم، لمواصلة النضال بإرادةٍ أقوى وعزمٍ أشدّ لتحقيق الأهداف المنشودة والنصر.
فقد جاءت ولادةُ حزبِنا العظيم من عمق الوجدان التاريخيّ، ومن يقظة الضمير القوميّ عند الجماهير العربية، فشكّلت هذه الولادة منعطفاً أساسيّاً وإيجابيّاً في تاريخ الأمة العربية المعاصر، وتخرّج من صفوف البعث ومن جماهيره القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد ليقود نضالها، ويجسّد آمالها وأمانيها، ويدافع عن حقوقها، ويصون كرامتها. ليكمل المسيرة فيما بعد الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد الذي أغنى مسيرة نضال الحزب فكراً وممارسةً.
نعم، لقد كان تأسيسُ الحزب أوّل ثمراتِ الاستقلال نحو تعزيز قوّة سورية ودورها النضاليّ. فهو بوقوفه بحزمٍ وقوّة إلى جانب الشعب في صموده – في كلّ مرّة – ووضعه لإمكاناته تحت تصرّفه، يُعبّر – في الواقع – عن التزام جماهير البعث بأخلاقيّاته وقيمه، وبهذه الروحيّة استطاعت سورية أن تنتصرَ على جميع المؤامرات، وعلى الحرب الكونية الإرهابيّة التي كانت وما زالت تتعرّض لها. فالإمكانات التي وُضِعَت من أجل إسقاطها تكفي للقضاء على أيّة واحدة من الدول الكبرى، عشرات ألوف المسلحين الإرهابيّين قَدِموا إلى سورية ومن عشرات الجنسيّات، مئات مليارات الدولارات دُفِعَت، كميّات لا تُحصى من الأسلحة الحديثة استُخدِمَت، وكلّ وسائل الإعلام العالميّة جُنّدَت، غرف عمليّات – شارك فيها خبراء كبار في المجالاتِ الاستخباراتيّة والعسكريّة والحرب النفسيّة – شُكّلَت. ورغم كلّ ذلك، سورية صمدت، وحمى هذا الصمود الدول العربية وهويّتها، فالشرط الأساسيّ لنجاح الأعداء في تفكيك المنطقة، هو إسقاطُ سورية وتفكيكها.
لكنّ جيشَنا المتسلّح بعقيدة البعث، خاض معارك الشرف، وقام بدوره على أكملِ وجه مجسّداً إيمانه بمبادئ البعث والتزامه بها، مُطبّقاً قيمه تطبيقاً عمليّاً، فكان مثالاً في البسالة والرجولة والفداء وروعة الأداء.
في حين، لعب الجهاز البعثيّ دوره أيضاً، وحتى وإنْ كان هناك تقصيرٌ وبعض الثغرات في مكانٍ ما، فقد كان شجاعةً وإقداماً وتحمّلاً للمسؤوليّة في مكانٍ آخر. لقد كان رفاقنا البعثيّون الشرفاء جاهزين للتضحية ومواجهة كلّ التحديّات رغم قساوتها في بوتقةٍ واحدة مع الجيش والشعب. وهذا بالطبع ليس أمراً مُستَغرباً على كوادر حزبنا العظيم، فمسيرتُنا كما قال القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد طويلة، وليست مفروشة بالورود، بل هي مسيرة مليئة بالعناء والدماء، وهي مسيرة الحقّ والعدل، مسيرة الدفاع عن المصير مصير الشعب والأمّة. وإنّ أمّةً قائدُها الرئيس بشار حافظ الأسد منتصرة لا محالة ما دامت تعمل بهدى وعقيدة البعث.
فتحيّة إلى شهداء البعث، وكلّ شهداء الوطن وجرحاه الذين استبسلوا في الذود عنه.
تحيّة إلى حزبنا العظيم في يوم ميلاده، وإلى جميع مناضليه على امتداد الساحة العربية.
تحية إلى الشعب الأبيّ الصامد المناضل من أجل رفعة الوطن وكرامته.
تحيّة لروح القائد البعثيّ الخالد المؤسس حافظ الأسد.
وعهداً باسم كلّ الرفاق البعثيّين على متابعة هذه المسيرة الظافرة خلف قيادة الأمين العام للحزب السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد قلب سورية، عقلها، وضمير العرب.
د.ميرنا دلالة
أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي