عندما يظلم الفلاح نفسه.. ويظلمنا!

الوحدة: 4- 4- 2023

يغرينا أن يكون الفارق 200- 300 ليرة في كلّ كيلو بطاطا ما بين الجملة والمفرق، ونحسبها أن كيساً فيه 20 كيلو، سنوفّر فيه من 2000- 3000 ليرة، فنشتريه، وقد تكون البطاطا هي السلعة الوحيدة المقدور عليها حتى الآن، لكننا نفاجأ أن أكثر من 2- 3 كيلو لا يصلح للاستهلاك، فنعود إلى نقطة الصفر محكومين بالخيبة التي ترافق حياتنا في كل شاردة وواردة منها..

نقول لتاجر المفرق: هل يجوز أن تربح ألف ليرة في كيلو البطاطا، فيقول: عندما تعلم أن كمية لا بأس منها ستذهب إلى حاويات القمامة، تدرك أن الألف ليرة التي أربحها بالكاد تغطي خسارتي..

هي معادلة حقيقية، ولو أنّ ثقافة التسويق موجودة عند الجميع لما خُدع أحد، ولما خسر أحد، والصحيح هو أن يتمّ فرز كل سلعة زراعية إلى أصناف، ولكل صنف سعره، لكن هذا لا يحدث إلا قليلاً، فالفلاح يريد أن يصرّف كامل إنتاجه على أساس أنه نوع أول، والتاجر لن يخسر، والمستهلك هو من يدفع الفاتورة!

صحيح أنه بإمكان المستهلك أن ينتقي (الحبّة) التي يريدها، ولكنه سيدفع ثمن (الحبّة) التي يرفضها، فعند التاجر لن تضيع أية حبّة، ولو أن البطاطا معروضة صنفين أو ثلاثة أصناف، وبأسعار متفاوتة لكان ذلك أقرب للعدل والإنصاف..

ربحتُ التحدّي مع أحد تجار شبه الجملة، عندما اشترطنا أن يفرغ كيس البطاطا على الأرض، ففوجئ أن أكثر من (5 كيلو) لا تصلح للاستهلاك البشري من أصل (25 كيلو)، وأعتقد أنه لن يراهن أحداً بعدي!

باختصار، نتحرر من معاناتنا عندما نقرر ذلك، ونلتزم بالمعايير المسلّم بها في تفاصيل حياتنا، ونستعيد الثقة بأنفسنا، وعند ذلك يمكننا أن نبدأ البناء، وأن نعيد ترتيب الأشياء، فنحن شعب قوي جداً إذا قررنا ذلك.

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار