مؤتمرات ..على مبدأ المراوحة بالمكان

الوحدة: 21- 3- 2023

على خلاف الغاية المرجوة منها، لم تعد الاجتماعات الدورية والمؤتمرات السنوية في العموم دليل عمل دؤوب ومثمر لقطاعات ومؤسسات متنوعة.. فالهدف الأسمى لهذا النوع من الفعاليات هو السعي لتقييم طبيعة العمل وتدوين احتياجاته ومستلزماته وتفنيد الصعوبات والمعوقات أمام أي تقدم أو نتيجة إيجابية تصب في مسار الصالح المشترك للعمل والعامل في آن معاً…

وفي هذا العام، يأتي موسم انعقاد كثير من المؤتمرات النقابية والمهنية في ظل ظرف قاهر طال الجميع دون استثناء، وفرض تداعياته على جميع الشرائح الاجتماعية والجهات الرسمية والدوائر الحكومية.. ولم يفسح المجال للتفكير بأي نوع من الطروحات والمقترحات المطلبية والخدمية التي من شأنها تأمين مزيد من المكاسب الوظيفية وتحسين أجواء العمل المهني أياً كانت طبيعته.. صحيح أن الزلزال الذي وقع في السادس من شباط هو كارثة طبيعية مدمرة.. لكن آثاره ومخلفاته هدمت مخططات و منظومات كثيرة  كانت تعد العدة لجعلها أجندة عمل لمرحلة قادمة من الإعمار وإعادة البناء في جميع مجالات الحياة.. لكن الآثار الكارثية – التي توالت على واقعنا المعيشي والاقتصادي منذ سنوات الحرب والحصار والأزمات الخانقة التي أرخت بثقلها على حياتنا حتى من قبل الزلزال – ما زالت تتصدر جداول الأعمال في اجتماعاتنا وندواتنا ومؤتمراتنا وحتى في أحاديثنا اليومية.

وبالعودة لمجريات المؤتمر السنوي لاتحاد صحفيي اللاذقية، نلاحظ – كما هي العادة في كل عام – أن الجانب المعيشي قد طغى على مطالب الزملاء وأخذ منحى مداخلاتهم في اتجاه آخر. وبدلاً من أن تتم مناقشة هموم المهنة الصحفية بجديد قوانينها ونظمها، فقد تم طرح سلّة من المطالب المحقة والنابعة من صميم المعاناة اليومية،  وجاءت مداخلات الزملاء لتعبّر عن وجع ومعاناة شرائح مختلفة من المواطنين، وتكون حاضرة في هذا المؤتمر بغية مناقشتها مع الجهات المعنية وتلمس الحلول الناجعة لها، في ظل ظروف معيشية واقتصادية صعبة للغاية.

أما في الجانب الآخر من هذا المؤتمر، فقد تم تدوير مجموعة من المطالب والمقترحات التي تلبيّ احتياجات العمل الصحفي قبل أن تخدم الصحفيين أنفسهم.. مع الإدراك والتسليم بأن هناك الضروري والأكثر ضرورة.. وأن الظروف المعيشية القاهرة للمواطنين على الرغم من أولويتها وأحقيتها، إلا أن المعالجة الفورية والسريعة لاحتياجات الأسر المتضررة تأتي في المقام الأول في أي خطة أو منهجية عمل، حتى ولو تم اللجوء إلى ” كبس الجرح بالملح ” أثناء طرح  قضايانا المهنية والتنظيمية وحتى المعيشية…

وكل عام وجميع الزملاء بألف خير.

رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار