الوحدة 25-2-2023
مهلاً مهلاً يازلزال، لألملم أشيائي من الأهوال.
خوف فوقه هلع، ذعر يتبعه قلق، رعب وتشتت مع الأحباب مع الجيران مع الأنداد مع الخلان. قلوب تقف، محجر العين يجمد، اعذرنا يازلزال اعذرنا يازلزال، مايحدث فوق المحال، فوق قدرة الإنسان على الاحتمال. مع مجيء الفجر عويل وصراخ، باب يغلق، زجاج يتناثر، أثاث يبطح، هدير ، طقطقة، ركضات، لم نلحق حتى النحيب من لوعة ألم ماجاء به الزلزال. ويشتد الزلزال ويزلزل مابقي من روح متصدعة من قبل أن يأتي الزلزال كادت ترحل مع بدء الزلزال. ويشتد الزلزال وأغمر أمي مودعاً مابقي من لحظات ألم الارتحال. هنا الذكريات، هنا المسرات، هنا الهفوات، هنا الومضات، هنا لحظات الفرح، هنا جميعاً تجتمع الحياة. أقبض أكتاف أمي بقوة الزلزال، هنا يمهلني الزلزال لنرحل خارج البيت راكضين بين مئات الشاهقين كشهقة الأموات، نركض بين الأمطار والأنقاض ولسعات البرد والأوحال، والشرفات تتناثر والبيوت تتساقط، ونحن نعدو وكأن القيامة بدأت بين قسمات حياة كانت كلمح المحال. ويبقى يسكننا الذعر من أن يعاودنا الزلزال، ونصرخ في المنام وفي الصحو لقد عاد الزلزال، في غرف المنزل والشرفة نصيح لقد رجع الزلزال، ونخشى النوم خوفاً من بدء سعير الزلزال.
أشعر بك يا أرض بعد أن فاقت قدرتك على الاحتمال من فوضى البشر وشرهم المستطال.
هل يرأب صدعك يا أرض وننعم بسلم واطمئنان بعيداً عن التشرد والموت في بلد أضناه التعب، يا رب أفض ببركاتك وسلمك على عبادك الذين يعيشون تحت رحمتك يا رحمن.
تيماء عزيز نصار