الوحدة:11-7-2024
ينتشر تناول فاكهة الشمّام “البطيخ الأصفر” في فصل الصيف، وذلك لتأثيرها المنعش والمبرّد الطبيعي على الجسم فهي مصدر رائع للحصول على ترطيب فعال للجسم وإمداده بمستويات جيدة من الماء للحفاظ على قيام أعضاء الجسم بوظائفها، وهذا بدوره يقلل من حدة العطش، ويحمي من التعرض إلى التجفاف واستعادة الشوارد الطبيعيّة اللازمة لصحة الجسم، وينظم حرارة الجسم الداخليّة.. وإلى هذا يمكن أن يساعد في منع حدوث ضربة الحرّ..
وتتميّز فاكهة الشمّام بفوائدها الصحيّة المتعددة نتيجة احتوائها على المواد السكريّة الطبيعيّة السهلة الهضم والتمثيل، وعلى الأحماض الأمينيّة، إضافة إلى دور البطيخ الأصفر كمضاد للأكسدة ومضادّ قوي للالتهابات ممّا له دور مهم في الحفاظ على الخلايا ومنع تلفها وضررها نتيجة الأشعة فوق البنفسجيّة، وذلك بفضل محتواه على المركبات النشطة بيولوجياً بما في ذلك مادة البوليفينول “Polyphenol”، إضافة إلى محتواه للعديد من الفيتامينات الأساسيّة أبرزها: فيتامينB9، يُعرف باسم حمض الفوليك “Folicacid”، و…، وفيتامينC، الذي يساعد الجسم في إنتاج الكولاجين الطبيعي “Collagen”، كما يحتوي الشمّام على المعادن الأساسيّة وبعض العناصر الحيويّة المهمة للجسم بما في ذلك الزنك، النحاس، والمنغنيز، والمغنزيوم، السيلينيوم، والصوديوم، والكالسيوم، وكذلك البوتاسيوم.. إلى جانب احتوائها على الألياف الغذائيّة وهي عنصر أساسيّ لتعزيز عملية الهضم السليم وتنظيم حركة الأمعاء بصورة أفضل..
ووفقاً لدراسة صحيّة، يكمن الجانب الأبرز فيما يتعلق بفوائد فاكهة الشمام في احتوائها على مادة البيتا كاروتين “Beta_carotene”، وهو مركب عضويّ ذو فوائد غذائيّة كثيرة.. حيث يعمل جسم الإنسان على تحويل البيتا كاروتين إلى فيتامينA، المعروف باسم الريتينول “Retinoll”، يعمل كمضاد للأكسدة فيساعد على منع تلف خلايا الجلد، ويحافظ على صحة الجلد ومظهره، حيث أنه يمنع الشيخوخة المبكرة من خلال حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجيّة والعوامل البيئية الأخرى التي قد تؤثر سلبيّاً على البشرة كالتدخين.. كما يعزز استجابة الجهاز المناعي، ويحسن صحة العيون والرؤية الجيدة، ويحافظ على صحة الرئتين، ويبطئ عمليات التدهور الذهنيّ مع العمر، وغير ذلك من الفوائد الصحيّة المتعددة..
إلى جانب ذلك، يُعدُّ عنصر البوتاسيوم أحد العناصر الأساسيّة الموجودة في الشمام، ويعمل كمدرٍّ طبيعيّ للبول آخذاً معه السوائل الزائدة في الجسم، خاصة أنه يتحد مع عنصر الصوديوم ليساعد على توازن الماء والأملاح في الدم لقيام الجسم بالوظائف الحيويّة وتحقيق التوازن الكهرليّ ويحافظ على صحة توازن الماء بين الخلايا وسوائل الجسم.. إضافة إلى أنّ مضخات الصوديوم والبوتاسيوم التي تدفع الصوديوم إلى خارج الخلية وتقوم بإدخال البوتاسيوم إلى داخلها تؤدي دوراً أساسيّاً في نقل الإشارات الكهربائية إلى خلايا الجسم الضرورية لعمل الخلايا العصبيّة والعضليّة بشكل صحيح، وخاصةً خلايا عضلة القلب التي تسهم في تنظيم معدل ضربات القلب.. ويعمل البوتاسيوم على استرخاء الأوعية الدموية، ويعدل ضغط الدم، وذلك لأنّ ضغط الدم المضطرب يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد، ويحفز الجسم على إفراز هرمون الإجهاد “الكورتيزول”.. كما يزيد عنصر البوتاسيوم من تدفق الدم والأوكسجين إلى الدماغ، وذلك يؤدي إلى زيادة الشعور بالاسترخاء، إضافة إلى الحد من هرمونات التوتر، ما يقلل من القلق ويساعد على الاستمتاع بحياة صحيّة..
من جهة أخرى، ينصح خبراء التغذية بتناول الشمّام “البطيخ الأصفر” كوجبة خفيفة باعتدال وانتظام بعد ساعتين من الوجبة الرئيسية، ومن ثم تجنب تناول أيّ طعام آخر بعده بساعتين.. كما ينصح بعدم تناول كميات كبيرة منه، لأنه يؤدي إلى الشعور بألم في القولون، وحدوث تعفن بالأمعاء، وعسر الهضم.. ويمنع تناوله في حال المعاناة من الانتفاخ..
وفي سياق متصل، ما إن يُقطّع الشمام، يجب تغطيته وحفظه في البراد كي لا يخسر ما يحويه من مغذّيات نتيجة التعرض للضوء، فهو سريعاً ما يخسر ما يحويه من العناصر الغذائية والفيتامينات الأساسيّة..
يعدّ الشمّام من الفواكه المتوفرة والمنتشرة بكثرة، وهو متاح على نطاق واسع، لذلك اختر البطيخ الناضج، لأن البطيخ المقطوف مبكراً لا يقدم هذه الفوائد الصحيّة بالشكل المطلوب.
إعداد: سها أحمد علي