الوحدة 11-2-2023
هل نبكي دمعاً، أم دماً ؟!
جفت الدموع ..
راقت الدماء منذ عقد من الزمان، بل منذ عقود !!
إذا تابعت ما حصل ويحصل اليوم تظن أنك تحلم، أو أن فيلماً خيالياً تشاهد !!
حين تقول طفلة لمنقذيها: إن من حولها تحت الركام هم أهلها .. أمها وأخوتها وأنهم أموات، وهي الباقية الوحيدة منهم تحت الركام لساعات، لأيام تختصرها بلحظة، بدهشة أمام هول ما تسمع من كلمات !!!
حين تبلسم طفلة محصورة بين صخور، وركام جرح أخيها الأصغر الذي يستكين لواقعه حين تطبطب بأصابعها عليه، تطمئنه بلمسة حنونة من يد صغيرة طرية كيده، فالأمر لله ..
حين تقول طفلة برجاء، وأمل لمسعفها وقد ضاقت ذرعاً، وهي المحاصرة بالأحجار، والصخور :
أخرجني عمو .. أعمل عندك ” شغالة ” وتعني : خادمة …
وتسأل نفسك الباكية المتألمة :
كيف وصلنا إلى هنا ؟!!!
أم نحن هنا، ولا ندري ؟!!
صور الزلزال الكثيرة أيقظت دمعنا ودمنا .
صور هي خناجر في الصدور، وسيوف في الرقاب .. أما القلوب فتبكي كما العيون بل أكثر .
مشاهد لن تبلسمها ملايين الليرات من تبرعات الشرفاء المحبين القادرين، ولا من مساعدات الدول رغم إغلاق الحدود بمراسيم دولية لقتل الشعوب بحجج واهية.
نحن نمل، لا بل قد يرون أننا حشرات وأفاعّ، وهم البشر فقط ..
لقمة، وعود من حطب، وضمة على صدر حنون قد تكفي.
هو الواقع .. ونحن الواقعون .. ومنذ الأزل، وحيث وجد الإنسان :
أبيض، وأسود ..
محتل غاصب، ومهجر مظلوم ..
هنا الكافر ، والمؤمن ..
تناقضات صنعها الإنسان ..
أحسن التقويم ..
حين يحيد عن الحق ..
حين تسمو الأنا..
ويطغو الطاغوت..
حتى بتنا كأسنان مشط تدوسه الأقدام القاسية، بينما يطير الحمام.
سعاد سليمان