الوحدة 26-1-2023
– مشرّد لا يريد سوى الاستمرار – بتشرده، مشيراً إلى حريّة الأرصفة. – نظر للأعلى وقال : لهذه الغيمة قبعة، ولذلك الحبل خيط مشدود من الوسط، أمّا أنا فسأمتلئ بجيوبي الخاوية. – طبيب يلاحق مريضاً بهرولة مفزعة! وأخيراً راح المريض يعانق شجرة بطريقة ترحيب الماء بالنّار!! كان المشهد مقارنة بين بياض الياسمين والكفن. – طفل يبكي، لا ليعود للبيت، ولا ليبقى في مدرسته . وإنّما لكرة جديدة يطلبها. – بدويّ خبّأ حروفه في عباءته وألقاهما على أطراف خيمة ثمّ رحل مبحراً. الكل ّ يسافر، وما من أحد إلاّ ويظن أنّ الأمواج ستسجد له !! – عامل المقهى امتنع عن تقديم قهوته، فهو يريد ( البقشيش) أوّلاً، وحين هممت بالانصراف: طالبني بأجرة الإشعال والمكوث، وهذه الأجرة خالية من الرّشوة كما يدّعي ؟! – في جلسة عزاء، كان الجميع ينظر إليّ، وكأنني ميت خرج عن الخدمة بملابس الأحياء ! ولأنعش الموقف قليلاً: ابتسمت وكانت ابتسامتي كصياح الدّيكة، فوجدت نفسي خارج العزاء مبعثراً، وفهمت بعدها أنّني لا أصلح للعزاء حتى ؟! – بعد رحلة شاقّة مضنية استغرقتني نصف نهاري، إلى حيّ بعيد من أطراف المدينة، اكتشفت أنّ الأسباب التي دعتني لتلك المغامرة ما هي إلاّ أوهام من مخيّلتي، فأحياناً يكون الخيال أكثر أقناعاً من الواقع القطط المنزلية المدلّلة. انتشرت في الشّوارع، يقيناً لقلّة ( الاهتمام ) فتم إطلاقها بحثاً عن عناية ربّما تكون موجودة هنا أو هناك، أما العصافير فقد لحقت بالكلاب الشّاردة. من قال: إن النّباح لا يتساوى مع الزّقزقة؟!! – في عيد ( الفيسبوك ) العالمي: أغلقت ( فيسبوكي) و أطفأت شمعة، فانهال سيل من التعليقات الرماديّة. أحد ثم شتمني قائلاً— أما تكفينا أحوال الكهرباء؟ – التفت للجدران الصّماء وقال: بدلاً من أن تتجنب الحفرة، نقيم بئراً ونلقي بأنفسنا فيها.
سمير عوض