من محله العتيق….بشار قره جه ” أبو عامر” : مهنة (سنّ المقصّات وأدوات عديدة) يجب ألا تنقرض

الوحدة 14-1-2023

شار قره جه (أبو عامر)، ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً يتابع شغفَه في مهنةٍ نادرة، لكنها مهمة وضرورية لمهنٍ كثيرة، ترتبط بالأدوات الخاصة التي يستخدمها الأطباء الجرّاحون، ومثلهم الحلاقون، والخياطون، وُصولاً لرباتِ المنازل والفلاحين.

أخذ مهنةَ سنّ مختلف هذه الأدوات الضرورية للمهن الآنفة الذكر، عن عمه، وقد أحبّ هذه المهنة واستمرّ ورافقها في مشوار ممتع طويل:
(سن مقصات بأنواعها – شفرات – بانسات – أدوات تجميل – مقصّات للشجر – سكاكين للملاحم والمطابخ والمطاعم – مناشير يدوية – مناجل مزارعين..)


لايتعدّى عددُ الذين يعملون في هذه المهنة باللاذقية ال 5 إلى 6 مهنيين، وهؤلاء أخذوا الخبرة من خلال عملهم في محل أبو عامر الموغل بهذه الحرفة لعشرات السنين، ولذلك فزبائنُه تأتيه من مراكز المدن، ومن أقاصي أريافِ الساحل.
(وهو الاختصاصي الوحيد في المنطقة الساحلية بسنّ الأدوات الطبية الجراحية لمشافي الدولة، وكذلك للمشافي الخاصة).
المحل العتيق المعروف لأهالي الساحل كان في شارع أنطاكية قرب المؤسسة الاجتماعية العسكرية، والنقلة الثانية كانت إلى مدخل حي السجن..
يعتمد في عمله على آلة رئيسية هي (محرّك السنّ)، وهو صناعة بلجيكية متفوقة عالمياً، وسعر هذا المحرّك الأصلي يتجاوز، هذه الأيام، ال 20 مليون ليرة سورية، وهو غير متوفر حالياً، وعلى (محرّك السن) يتم تركيب (حجر الألماس) المصنوع من بُرادة الحديد مع معادن أخرى مضافة، وكان سعر هذا (القرص الحجري الدائري) في بداية التسعينات ب 16 ألف ليرة سورية، وحالياً ب 225 ألف ليرة سورية.

* الأسعار بالأرقام بين الأمس و اليوم

يشير أبو عامر إلى أنه في بداية التسعينات كان تجهيز (أفخم محل حلاقة) بالأدوات، والمعدات، والفرش، والكراسي، والمرايا لايتجاوز ال 40 ألف ليرة سورية، أما حالياً فلا يقلّ، التجهيز، عن 3 مليون ليرة سورية..
كان سعر المقصّ الأصلي 650 ليرة. حالياً 38 ألف ليرة.
كرسي الحلاقة 17 ألف ليرة، حالياً 300 ألف.
مكنة الحلاقة 850 ليرة، حالياً 200 ألف.
المشط 10 ليرة سورية، حالياً 2000 ليرة.
أما أجرة الحلاقة فكانت تتراوح بين 15 و 25 ليرة، حالياً بين 5 إلى 6 آلاف ليرة، وفي محلات الأحياء الراقية أكثر بكثير.
ونستعيد مع أبي عامر ذكرى ذلك الرجل العتيق في هذه المهنة، الذي كان يحمل (مِسنّهُ)، الذي كان عبارة عن دولاب خشبي ضخم، يضعه على كتفه ويجول به في الحارات والأحياء لسنّ السكاكين، والمقصات، بفرنكين أو 3 فرنكات، وكان مقرُّه الدائم (تحت النخلة الشهيرة) التي كانت تتوسط ساحةَ الشيخضاهر .
أما أهمّ الصعوبات التي تعترض عمله، فيؤكد أنّ تقنين الكهرباء هو المشكلة الرئيسية لمهنته، بل ولكثيرٍ من المهن. تكلفة المولدة عالية جداً. ليتر البنزين بِ 15 ألف ليرة، ولايكفي الليتر لعمل ساعة واحدة،أيضا غلاء قطع التبديل.
ويُجيبني عن افتراضِ انقراضِ هذه المهنة، بأنّ كل شيء وارد،لكنه يلمح لي انّ ابنه، المعيد في الجامعة، قد ينزل إلى المحل، في ظل القيمة المتدنية جداً للرواتب ولليرة..

جورج إبراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار