الوحدة : 13-1-2023
بعد كل هذا النواح لابد أن ندخل في حالة الاكتئاب، فمن يقرأ ويتابع ما يكتب على صفحات الفيسبوك الشخصية في هذه الأيام وتحديداً صفحات السوريين يلمس مدى الأسى، والوجع الذي يعيشه المواطن السوري .. الغني قبل الفقير، والمترف قبل المعدم.
المواطن الذي لم يكن ملكاً فيما مضى، لكنه اليوم يشعر أنه كان يعيش النعيم وقد فقده، خاصة حين يقف في طابور ليحصل على ربطة خبز، وانتهاء بحبّة دواء، والأهم علبة حليب لطفله !
اليوم .. حبة السيتامول تقف حجرة في حلق من يؤلمه رأسه من شدة التفكير .
لن أكرر ما أقرأ من مآسٍ، وأحزان، ومشاعر يعيشها الأصدقاء، يعيدون رسمها، سردها كلٌّ بطريقته عبر صفحته على الفيسبوك، وكأنهم في جلسة عند طبيب نفسي فالبوح قد يكون علاجاً.. لكن !!!
هل صار الفيسبوك بيت أسرارك وقد كان صدر أمك ؟!
نعم صارت صفحات الفيسبوك بيت الأسرار، وخشبة المسرح معاً، ونحن نصفق، أو ننوح، ونكتب تعليقاً مناسباً للحالة .
لا عجب ..
الصحف الورقية باتت الحلم، وقد كانت ملاذاً لكل شكوى، تتابع من قبل المسؤول عنها، وقد تحل بسرعة أيضاً.. ولا أبالغ .
وبات التلفاز حلماً كالكهرباء والدفء ..
الملفت اليوم ..
أولئك الذين يطلعون – من تحت الأرض – بأفكارهم النبوية، وتنبؤاتهم العجيبة، والأعجب كثرة متابعيهم .. فهم الأمل في هذا الخراب !!
وأولئك الذين يحصلون على الدكتوراه الفخرية، والأغرب أننا نصفق لهم، ونبارك .. كببغاء يكرر ما يسمع !
لن أقول صبراً… فإن مثواكم الجنة .. ومن يعمل مثقال ذرة…
إذ لا انفراج طالما نعيش الخطأ، نتفرج، نجامل، نكذب، ولا نعمل .
لنبدأ من أنفسنا، ثم نحاسب غيرنا.. العمل عبادة ..
إذ ليس كل متسوّل فقيراً ..
فما أكثر المتسولين، وما أقل الفقراء منهم.
سعاد سليمان