الوحدة 12-1-2023
سألتني أم البنين وقد رأتني أحمل صينية وأمرر براحتي على كتفي برفق وتودد: ماذا تفعل يا رجل ؟ فأجبتها : كما ترين .. أنفض غبار السنين . أريد أن ألمّها وأجمعها في وسادة كما فعل سيف الدولة الحمداني بعد عودته من كل معركة. أراد أن يجمع ما علّق عليه من غبار الحروب ويضعها ضمن وسادة يلقي عليها برأسه في نومه الأبدي . ضحكت زوجتي وقالت : ذاك سيف الدولة ؟! فقلت وأنا سيف الدين. صمتت والدهشة تقمص رأسها، ولكأني قرأت ما بداخلها : أأصاب زوجي مسّ؟ لا ريب في أنه ..؟ وقطعت حيرتها وقلت : يا امرأة .. لقد مرّ ما مر عمري وأنت خير شاهد .. ألتحف البرد ، وأمخر عباب الحرّ لا يضنيني تعب ولا سهر. وكنت واحداً من العباد الذين يؤدون عملهم بإتقان وأمانة.. لكن ما يدهشني هذا الجيل القادر على التسلّق بمهارة القرود.. ومسح الجوخ, ودفن الرؤوس كما النعام . وأنشدتها أقول: كأن العمر أضحى بعض شأو تسابقنا إليه بالسباب يناهش بعضنا بعضاً لأمر يغطيّ نتنه كلّ الروابي فلا المعروف يلقى من جزاء ولا الإحسان يلقى من ثواب وهبطت درجات البيت .. فسألتني : إلى أين يا رجل؟ فأجبت : إلى حيث لا أدري .. ومشيت لم ألتفت لصراخها ..
سيف الدين راعي