الصِدق

الوحدة 10-12-2022

التقاهم .. حيّاهم بابتسامته وخاطبهم : أنا هنا بينكم ولن أرضى أن يكون تواجدي محطة عبور كالآخرين جاؤوا ومضوا فانتسوا.
ولكي يترك المرء ما يذكر به عليه أن يتمايز بالصدق “المرء بأصغريه” سأكون معكم بقلبي، أما لساني فسترونه مقفلاً إن لم يكن ثمة داعٍ لانطلاقته..
أنا هنا بينكم تريدونني أباً، أخاً، صديقاً، مديراً أنا كل هذه الأشياء مساحة تطوافنا هي الصدق، فليكن حاضراً بيننا لأن الكذب يا أصدقائي مفسدة المفاسد سوسةٌ تنخر الجسد، وبدوامه يتداعى إلى أن يتلاشى.
سأحكي لكم حكاية قصيرة: جيء برجل إلى “الراشدي الرابع “متهم بجرمٍ ارتكبه.
قال له الإمام: سأعفو عنك إذا أنت أقسمت أمامي وأمام الحاضرين ألا تكذب لو سألتك أو سئلت عن فعل أو أمر عرفته أو ارتكبته.
قال الرجل وقد تهلل وجهه: أقسم يا أمير المؤمنين..
قال: اذهب… فأنت حر..
ومضى الرجل، وما هي إلا أيام قليلة حتى وسوس الشيطان بنفسه.
بلغ المكان المراد سرقته كل شيء كما توقعه، لا عين تراه ولا أذن تسمعه. صار ما أراده بين يديه وفي لحظة عابرة تذكر وعده لأمير المؤمنين، فقال: وماذا لو سألني عن ذلك، وقد وعدته ألا أكذب وأرجع ما بيديه إلى حيث كان. وعاد فارغ الكف.
وهكذا أيها الأصدقاء، نهج عملنا هو الصدق فابتغوه مطلباً وأسلكوه سبيلاً ولربما قال بعضكم: إن من يكذبون قد اعتلوا مناصب رفيعةً.
أجل.. صدقتم. لكنهم زائلون ومناصبهم وسيبقون في نظر الآخرين كاذبين هي أماناتنا بين أيدينا. فلنعاهد على أن نكون صادقين.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار