خربشات على وسادة الحلم

الوحدة: 24-10-2022

عندما يهدأ ضجيج النهار، وتصمت تفاصيل الوقت والأمكنة، تضج في داخلنا الذكريات السعيدة والمؤلمة على سرير الليل، نعيش أوجاعنا أضعافاً في مقياس الصبر، نعيش الخذلان بصمت، والغربة تحت سقف واحد، تصفعنا الريح من كل الاتجاهات، فنجلس مخدوعين تربطنا شبكة وهمية افتراضية لايخفق فيها قلب ولاتحيا روح، نعيش حاجتنا للأمان بالكتابة مرة وبالأنامل مرات ، نقطف الكلمات من أرض محروقة . نستسلم لأحلام اليقظة ونرسمها كل ليلة بلون يختلف عن يوم مضى، تسوقنا أوهامنا للسعادة فنتمسك بها، وإذا صحونا مر الليل بلا طعم، في الليل يتغير شكل وجوهنا ترتبك مشاعرنا، نعيش تفاصيل النهار بألوانه الباردة ومذاقه اللاذع في الليل، نتذكر من خان الوعد و العهد، من صدق في الحب والمحبة فكان قلباً دافئاً. في الليل نعيش كل تفاصيل النهار بنكهة جديدة وندون في دفتر الأيام دروساً للمستقبل موعظة وعبرة، وكلما مرت الأيام واعترفنا لليل سراً بأعمارنا،صارت ذاكرتنا كما قلوبنا أكثر نضجاً، أقل حزناً، أكثر سعادة في الليل .. نحاول أن نتعلم كيف ننتظر أن نحصد جهد وصبر الأيام التي لا ترحم ونقرأ ما دوناه من خربشات في دفتر العمر الشقي على أمل أن ينقضي الألم وتصير الخربشات قصيدة.. قصيدة بذاكرة وصوت مرتفع، قصيدة بذراعين تحتضن الشمس حتى يشرق الضوء على وسادة الحلم.

زينة وجيه هاشم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار