الوحدة 9-7-2022
سلفاً، ستقولون: ياأخي (والدُك) صار له، بمثل هذا اليوم، 37 عاماً، بالتمام والكمال، وهو في سابع سماء، هناك في الملكوت الغيبي..(الله يرحمه)..
(تلحلح) واكتب عن أي شيء آخر، يفيد الجماهير، مثلاً عن العيد.. الذي لايتجرّأ 97 % من السوريين أنْ يضحّوا ولو (بدجاجة)، ليس بخلاً، لاسمحَ الله ..
اكتبْ عن الأسواق في العيد، وثياب العيد، التي ستبقى معروضة في واجهات المحلات، أمام عيون الصغار الدامعة، دون أنْ يتجرّأ الأهالي، حتى على السؤال، مجرّد السؤال، عن السعر الملتهب..
اكتب عن حلويات العيد، التي أصبحت، كما لو كانت معروضة في واجهات محلات الصاغة والذهب، بقيراطاتِها، وبعياراتها الثقيلة..
عن التضخُّم، وغيابِ الرقابة، والقدرة الشرائية، التي صارتْ في الحضيض، وفي الدرك الأسفل..
اكتب عن مفارقاتِ الحصار الجائر، والمحلاتِ التي تعجّ وتضجّ بآلافِ الأنواع من السلع المستوردة (مدري كيف).
تجرّأ يافهمان، واكتب عن (الفساد)، الذي مثل البرد، سبب كلّ علة، كما هُم يردّدون، ويفسّرون، ويحللون، ويُحرّمون..
وقلْ لهم:
طيبْ حاربوه، والعنوا سلسفيل جذوره.
وبمحصلة الملاحقة، والقضاء على الفساد والفاسدين، نجد، بقدرة قادر، جماعة الفقر يزدادون فقرأ وتعتيراً، وجماعة الفساد، بياقاتهم البيضاء، ولياقاتهم، ودبلوماسياتهم، تتضخّم ثرواتهم، بصورة تفوق سرعة وهج الضوء، وسرعة رنين الصوت، بل تفوق خيالاتِهم هُم أنفسُهم..
لذلك..
سأترك حالة الركود، والتضخُّم، والفساد، ووجع الناس، وبالأخصّ آباء، وأرباب الأسر، الذين يستقبلون العيدَ مع أطفالهم، وهم بحالةِ انكسار، وقهر، وحسرة مُذِلة..
وسأقول لكَ ياوالدي:
صدقاً اشتقتلك..
ورغم ال 37 سنة غياب، إلاّ أنكَ مازلتَ (من خلالي)، تتنفس، وترى، وتتألم، وتتحدّث، وتأكل، وتضحك، وتحلم، لأنني ارتديتُ عباءة جسدِك، رُغماً عني، وبدوري رميتُ هذه العباءة، على هيكل حفيدك..
واليوم، حين زرتكَ، تمنّيت مِن كلّ جوارحي وعاطفتي، العابرة حدودَ الرومانسية، أنْ تأخذ استراحة من رقدتِكَ الطويلة جداً.. تسند ظهرَك على شجرةِ سرو، وأنا معك..وبجوار ضريحكَ نشرب كأسين من الشاي (التقيلة)، ونتحدّث أحاديثَ قديمة وجديدة، يتخللها الكثير من فواصل (الصمت)..
جورج شويط