عجلة اقتصادنا الخاص.. واقع لا بُد من إقلاع محركاته

الوحدة:3-7-2022

شهدت مدينة اللاذقية منذ مدّة زيارة للسيد زياد صبّاغ

وزير الصناعة للاطلاع على واقع وآفاق عمل الصناعات ومنشآتها بكافة أشكالها، سواء كانت تابعة للقطاع الحكومي أم للقطاع الخاص الذي وصفه السيد الوزير بأحد أجنحة الصناعات الوطنية، وهو يعي تماماً معنى هذا الجناح الهام وأولويته على الساحة الاقتصادية، حيث يشكّل حلقة متكاملة مع الصناعات الحكومية الأخرى والمنافس الشريف لها بكافة الجوانب. وبعيداً عن القطاعات الصناعية الحكومية، فقد أخذت الدولة تولي القطاع الصناعي الخاص أهمية كبيرة وتعمل على دعمه بكافة الوسائل المتاحة وتقديم جميع الخدمات والتسهيلات لأجل نضوجه إلى جانب القطاعات الصناعية الحكومية، حيث تُعد منتجاته رديفاً مهمّاً لإنعاش الاقتصاد والابتعاد قدر الإمكان عن الاستيراد والوقوع في وحول ومتاهات العملة الصعبة والقيام بتأمين طُرق بديلة لتأمين مستلزمات الإنتاج نظراً للحصار والعقوبات التي تلاحق جميع كيانات البلد العامّة والخاصّة بغية شلّ العملية التنموية وتجويع الشعب والرضوخ لإملاءات الأسواق الخارجية.

وهذه الصروح الصناعية الاقتصادية الخاصّة التي تتغنّى بها مدينة اللاذقية والمدن الأخرى، تعد شكلاً من أشكال الإيمان الكلّي بأهمية هذا الوجود، والمصلحة العليا تقتضي ضرورة إقلاع محركاتها لأنّ بيئتنا النامية متعطّشة لمنتجاتها الواقعية الرديفة، كما أنّ أسواقنا هي أرض خصبة لاستيعاب وتصريف كافة منتجاتها المتنوّعة، سواء كانت تدخل في الصناعات التحويلية كالقطنية والنسيجية أم أنها تدخل في مجالات الإعمار وأدواته وتشكّل قاعدة متينة للصناعات التعدينية الهامّة، فهذا الجناح الصناعي الخاص هو عصب استمرار النمو الاقتصادي وهو الملاذ الآخر للاقتصاد المتين، فكم من المواد أصبحت تنتج على معظم الجغرافية السورية، تحديداً داخل المدن الصناعية العملاقة في حلب ودمشق وحسياء بحمص، وكم من فُرص العمل لجيوش من العاطلين توفّر، فمن هنا سيبدأ الإعمار والنمو واستقرار السوق ومن خلاله ستعود عجلة الاقتصاد إلى الدوران عبر أيدٍ وطنية خالصة.

كما أنّ المعلومة التي تقول أن الساحل إجمالاً هو مكان للسياحة والزراعة فقط هي استراتيجية مغلوطة تماماً وبعيدة جداً عن الواقع، ونحن بدورنا نقول يجب أن تكون كل محافظة من محافظات القطر عبارة عن بلد صغير متكامل من الجوانب الاقتصادية الصناعية والزراعية والسياحية تتبادل وتنشط في أسواقه الواسعة كافة المنتجات الوطنية بحرفية وجودة عاليَين.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار