الوحدة:19-6-2022
الماء و الحياة..اقتران أزلي لا يقبل التأويل، ولكنه في عصر الحضارة – الوارث الشرعي للبداوة – أصبح تعبيراً ضعيفاً، إن لم نقرنه بكلمة كهرباء، فلا ماء من دون كهرباء، و لا حياة من دونهما، وألف شكوى لن تجد طريقها إلى الحل، ما لم يتحسن وضع الكهرباء، وهذه حقيقة لا تقبل الجدال.
فهمنا المعادلة جيداً، وعلمنا أن أي تقصير، سيحمَّل على ظهر الكهرباء، فالحجة قوية، وحقيقية، وتمتلك مقومات المواجهة..
في يوم ما، اقترحنا هنا في الوحدة أن نواكب حجم التخريب الواقع على قطاع الكهرباء (نتيجة تبعات الحرب)، وحسبنا أن هذا القطاع يحتاج إلى سنوات، وإمكانيات (ليعود إلى طبيعته)، ناهيكم عن صعوبة توفير حوامله، من غاز وفيول، وماشابه..و قلنا حينذاك: لماذا لا نلجأ(مؤقتاً)، إلى بواخر عائمة تختص بانتاج الكهرباء، وتقف قبالة شواطئنا، لربطها بالشبكة المحلية، ريثما نعمِّر القطاع المدمر؟..،فهذا الحل، انتُهج في بلدان عدة، واستطاع سد فجوة كبيرة، و ماعلينا إلا تدوير محركات البحث، لنعرف كيف أنعشت هذه السفن (الكهربائية) اقتصاديات دول نامية، و شعشعت لياليها المظلمة !!..
وكما تعلمون، ليس هناك من يلتفت إلى اقتراح مواطن عادي، فتذهب كل الاقتراحات، كما تذهب صرخة نملة في واد سحيق..
التقديرات كلها لم تقارب الواقع، وتأخرنا كثيراً قبل أن ننجز واقعاً كهربائياً مقبولاً، تسير معه الحياة، وتدور عجلة الاقتصاد، والزراعة، والصناعة..
عندما تتوفر الكهرباء بحدها الأدنى، سيرتاح كل شيء، بدءاً بقطاع المشتقات البترولية، وليس انتهاء بقطاع النقل!!.
غيث حسن