الأديبة فيروز مخول…والهايكو السوري في المغترب

الوحدة 3-6-2022
حيث يحط القلب،يوشم شجنه وتبوح الروح بكل الأسرار والأسارير، يمتطي الغيم عند كل شغفٍ، ويدير الأرض في اتجاه واحدٍ للحب،الحب في مداراته حين يخط الوطن، فكيف إذا كان الوطن يعلق في هذا القلب ويأبى المغادرة أينما اتجهنا،وأينما كان الترحال. 
“فيروز مخول ” أديبة سورية مغتربة تكتب الشعر بأنواعه, والرواية والقصة,،وكل الحروف عندها تخط دمشق، وهي التي درست فيها حتى إتمام مرحلتها الجامعية ” قسم الرياضيات والفيزياء ” وعندما غادرتها منذ سنوات طويلة إلى السويد، وقفت تراتبية الزمن عند دمشق, لترتسم في كل صورة ومشهد وأغنية.وكما السوري في أصالته، مازالت سورية في مهجة القلب والعين عند كل المهام, فتشغل فيروز مخول حالياً مسؤولية الأمورالثقافية بالاتحاد العام للمغتربين السوريين في السويد وجمعية المرأة السورية في استوكهولم, وهي رئيسة ملتقى بيت الياسمين السوري السويدي للاندماج الثقافي، صدر للأديبة مخول العديد من الإصدارات الأدبية  تنوعت بين الشعر والرواية والقصة, ومن أنواع الشعر كتبت الهايكو وضمنته في كتاب مع مقالات مكثفة عن الهايكو الياباني والهايكو عربياً.
حول شعر الهايكو وانتشاره عالمياً وتأثره وتأثيره كان لنا هذا الحوار: 
– منذ متى بدأت بكتابة شعر الهايكو؟ 
* كانت تدهشني نصوص الهايكو المترجمة للغة العربية، ونشأ لدي شغف إنشاء صور شعرية تقارب النصوص المترجمة،واستطعت كتابة نصوص هايكو تمتلك كل سمات وقواعد الهايكو منذ سنوات بعيدة،ورغم انشغالي بكتابة النصوص الشعرية إلا أن الرغبة شغفي القديم كان يعيدني إلى حقل الهايكو،وقد منحت هذا الجانب الكثير من تأملاتي ومنحت حقل الهايكو العديد من الومضات التي لاقت طريقها إلى القراء والنقاد. 
– وأنت تكتبين أنواع الشعر الأخرى، لماذا تفرغ قلمك للهايكو؟ 
* إنها حالة عشق قديمة نشأت بيني وبين قصيدة الهايكو وتوقي لإنشاء صور شعرية مميزة،وهو أمر ساعدني في كتابة الشعر. 
– الهايكو قصيدة موجزة تحمل عمقها وفلسفتها على أبيات قصيرة، هل الحداثة والتطور العالمي السريع، شكل هذا النوع الشعري؟ 
* الهايكو أسلوب ونمط شعري قديم وموغل القدم وهو ليس حالة طارئة، وليس حالة حداثية،وأعتقد ان الشعر العربي الحداثوي فتح الباب على مصراعيه أمام نص الهايكو، وباتت حالة الكتابة التجريبية، والآن يمكننا العثور على أسماء كبيرة في عالم الهايكو..والتطور الهائل الذي شهدته خلال الفترة القصيرة الماضية كان نتيجة تطبيقات التواصل الاجتماعي التي سهلت تواصل التجارب الكتابية حول العالم.
– مع أصل الهايكو الياباني، إلا أنه صار للهايكو تسميات بجنسيات موطن كتابه، كما يقال:” الهايكو العربي( السوري- المصري- المغربي- …..) والأميركي أوالألماني أو….”
–  لماذا برأيك تطبع الجنسية كتّابه؟ 
* أعتقد أن مصطلح الهايكو المصري أو الهايكو المغربي و خلافه ليس صحيحاً، كما أن قولنا عنه هايكو عربي فيه الكثيرمن المغالطة، فهو كما تفضلتم نمط أدبي شعري ياباني، وهو من تقاليد الأدب الياباني وأعتقد أن التسمية الأصح هي نصوص الهايكو عربياً او فرنسياً.. كونه يشكل  نمطاً له تقاليده وقواعده تعرف بالهايكو، فلا يقال مثلاً الهايكو الياباني لذلك فإنه ينبغي تسميته بالهايكو المدون بالعربية أو الهايكو المدون بالفرنسية أو اختصاراً الهايكو عربياً أو فرنسياً.. فالفارق الوحيد هوالتحرر اللغوي،وهو مايميزه عن باقي التجارب أو النمط الياباني. 
– كثرت الملتقيات والروابط الأدبية التي تجمع كتاب الهايكو من كل جنسيات العالم، هذه التكتلات الأدبية كيف تقام، ولماذا؟
* هي ملتقيات تشجع كتابة الهايكو بلغات متعددة، وهي موجة شعرية غزت العالم الأدبي في أطراف الأرض، وأعتقد أن وجود هكذا ملتقيات و منتديات من شأنها تعميق وتطوير قصيدة الهايكو، ومن شأنها أن تضيف هذا اللون إلى مكتبة الشعر، وتمنح العالم أسماء كبيرة في مجال كتابة الهايكو. 
– في السويد وحيث تعيشين ، وفي المجال الأدبي، ما قيمة شعر الهايكو وما حجم انتشاره؟
* لم يعد الهايكو تابعاً للمكان، فالفضاء الالكتروني الشاسع منح هذا الجنس الأدبي فرصة التجول حول العالم،ولم يعد يقتصرعلى منطقة جغرافية أو على لغة واحدة، تعددت اللغات ويبقى روح الهايكو كلاً متماسكاً محافظاً على تقاليده العريقة وهو نمط تصويري وصفي يعمل على تحفيز العقل و منح العالم الصور الجميلة التي لا تحدها حدود جغرافية أو لغوية. 
– ما هي عدد قصائد الهايكو التي كتبتيها،وهل هناك إصدارات لك للهايكو؟.
* لدي مجموعة جاهزة للطبع،وهو كتابي الأول في كتابة الهايكو، إن صدورهذا الكتاب يعني لي الكثيرهي تجربة مميزة بالنسبة لي، بالإضافة إلى دراسة موسعة لتاريخ الهايكو،سوف أقوم بنشرها تزامناً مع نشر كتابي الشعري في الهايكو. 
– ماهي آخر نتاجاتك الأدبية ونشاطاتك؟ 
* عكفت خلال السنتين الماضيتين على إعادة تدقيق نصوصي القديمة وطبعها ونشرها، فقد استطعت عن طريق ناشرين وبالتعاون مع دار الأيقونة للطباعة والترجمة والنشر وبرعاية دار كيوان طبع ونشر أربعة مجموعات شعرية بالإضافة إلى كتابي الأول خربشات،ومازالت لدي مشاريع لطبع كتب في النقد والتاريخ الأدبي لقصيدة الهايكو المكتوبة باللغة العربية خلال الفترة القريبة القادمة,طبعاً هي دور نشر سورية لها مساهماتها في نشر الكتب من خلال مشاركتها في معارض الكتب حول العالم. 
سلمى حلوم
تصفح المزيد..
آخر الأخبار