الوحدة: 31- 5- 2022
تسلط الدكتورة الناقدة آسيا يوسف الضوء على كتاب نديم محمد “الشاعر المتمرد” ، للكاتب منذر يحيى عيسى مواليد دير حباش طرطوس ١٩٥٤، إجازة في العلوم الكيميائية جامعة دمشق (دبلوم تربية وعلم نفس)، رئيس وعضو اتحاد الكتّاب العرب في طرطوس، وعضو في جمعية الشعر، صاحب/ ٨ / مطبوعات حتى اليوم بين دواوين شعرية وكتب أدبية مختلفة.
وتشير الدكتورة يوسف إلى أنه في التحليلَ النقديّ متعةٌ كبيرة ، لأنه يسهم في هدم الخرافة القائلة :إنّ التحليل عدو المتعة ، وبعد التعريف بالمؤلف ، تستعرض الدكتورة مضمون الكتاب الذي يتناول حياة الشّاعر نديم محمد و مواقفه من الحياة و الشّعر، و نتاجه الأدبي، وآراء بعض الأدباء و الشعراء فيه، وتراث الشاعر المنشور و غير المنشور، و تضيف أن مؤلف الكتاب ألحق بالكتاب بعضاً من الصور الشّخصية للشاعر ولأغلفة بعض دواوينه ، مع نماذجَ من مخطوطٍ بخط يده، و قد كانت متعتها كبيرة أثناء الغوص في كنه الكتاب نظراً لبحثها عنه أثناء دراستها الجامعية ، فالشّاعر نديم محمد كما تؤكد د. يوسف من أشهر شعراء سورية في القرن العشرين ، من حيث غنى مادته الشّعريّة ، وغزارة إنتاجه ، رغم كثرة خيباته التي نظم فيها شعراً كقوله:
/ذبحَ الفقرُ أحرفي وجلا غيمي وشبَّ الحريقُ في أندائي صورةُ البؤس جمرةٌ بين جفني ونصلٌ يعضُّ في أحشائي/ .
و للمرأة أجمل قصائده توصيفاً: /هذا الجمال شقَّ برعمه وضاءَ فكانَ بدعا عيناكِ زينةُ سحره يحميها ربي و يرعى/.
كما حمّل الشاعر شعره همومه الحياتية و الوطنية و القومية: /سورية الفتح المؤرز هدد زأرتها حدائي / وهو الحالم بالواقع من المحيط إلى الخليج يقول: المجدُ مولدُه على راياتنا و الدهرُ بكرُ لبستْ مطارفه دمشقُ و جررت برديه مصر/ ويستمر الزخم القومي في شعره ممجداً نصر العرب و مكرماً دم الشّهداء: /شرفُ العروبة و الجدود والعز في خفق البنود لا ريّ إلاّ الريّ في الساحات من جرح الشهيد/.
وتضيف د.يوسف أن الشاعر نديم محمد كان من العروبيين المؤمنين بالقومية العربية فيخاطب بغداد : /بغداد يا ريحانة الصهر و يا عطر النسب تبرجي تزيني فموكب النصر اقترب/.
و لابدَّ لشاعر بقامة محمد أن يثير اهتمام الأدباء و النقاد و المحبين و الحسّاد، فقد قال فيه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين : (لو لم يكن لهذا الشاعر إلاّ هذا الديوان فحريّ بالشعر العربي أن يضمّه إلى فحول الكبار)، وفي سِفر الأديب منذر عيسى العديد من الآراء ، التي وجدت أنّ الشّاعر ينتمي للمدرسة الكلاسيكية الحديثة ، حيث قدم القصيدة العمودية ، التي حملت طابع العصر ، كما أن له طابعه المتميز ، و فنيته و رمزيته الخاصة ، كما تطرق إلى كافة الأنواع الشعريّة، وبرأي د.يوسف فقد أحسن المؤلف الأديب منذر عيسى بتبويب الكتاب ، وجعله شاملاً موجزاً مكثفاً وحيادياً ، استطاع أن يدلو بدلوه بأريحية القارئ المثقف و الباحث الشغوفُ بما يبحث ، وختمت الدكتورة بدعوة الجميع لقراءة واقتناء هذا الكتاب لأنه رديف متميز للمكتبة العربية ، مشيرة أنه سيجري عرض الكتاب في معرض بغداد من تاريخ ١٨ / ٥ / ٢٠٢٢ وحتى ٢٩ / ٥ / ٢٠٢٢ في جناح دار المتن للطباعة و التصميم للأستاذ عامر العراقي.
رنا الحمدان