الوحدة 29-5-2022
تحت عنوان ” صيف اللاذقية “، تُوِّجَ التلاقي للنشاطات الفاعلة لملتقى القنديل الثقافي مع سلسلة النشاطات الدورية لدار الأسد باللاذقية تعزيزاً منها لدور الملتقيات وأهميتها، كانت بدايته مع ملتقى القنديل باعتباره من أوائل الملتقيات الفاعلة والمؤثرة بعد الحرب على سورية, وتكلل هذا بتلاقٍ روحي وأدبي ووجداني، ضمّ لفيفاً من أبناء الملتقى وجمهوراً لافتاً متابعاً بحضور المرشد الثقافي لدار الأسد، سمير مهنا الذي رحب بالجميع متمنياً لمهرجانهم كل التوفيق, ولتبتدئ الفعاليات مع مؤسس الملتقى والمشرف عليه الباحث الأديب حيدر نعيسة، مرحباً بالمشاركين والحضور قائلاً في كلمة موجزة : ” هذه الفعالية من فعاليات ملتقاكم تحمل الرقم المتسلسل 335 ، وهذه الفعالية لها خصوصيتها من جهة الدعوة التي تمت من مديرية الثقافة باللاذقية لدعم الملتقيات ودورها الفاعل في الثقافة السورية التي بدورها تعكس الدور الإنساني والمجتمعي لسورية ولشعبها, أهلاً بكم وبكل الجهود المبذولة التي نتشارك بها لتبقى سورية الأبية والعصية على الآلام”.
البداية كانت مع الباحث التاريخي غسان عبد الله الذي ألقى كلمة بعنوان : ( الواقع الثقافي بين المحفزات والعوائق )، قال في بدايتها:
” لقد جاهد الإنسان عبر كل مراحل تاريخه الطويل من أجل تقليص دائرة الهمجية القائمة أساساً على الظلم وتوسيع دائرة الحضارة القائمة على العدل مستخدماً في ذلك بنىً فوقية, قيميّة, وأخلاقية أسهم في إنشائها وترسيخها كثير من الهداة والمصلحين والأنبياء ورواد المثل والحضارة مستخدمين في ذلك عصارة فكرهم, ورسالات السماء, كلّ ذلك من أجل تقليص الغرائز في فهم الإنسان لحريته وتوسيع دائرة فعل العقل الذي يسمو بالقيم وينشرها حوله في هيئة بناء ومحبة وسلام “. مستعرضاً بعد ذلك الواقع الثقافي ومشاكله لينهي بآليات الخروج من الأمراض الثقافية وسبل الوصول إلى وسائل تتلاحم مع البنية المجتمعية وتنهض بها.
كما كان لعضو مجلس محافظة اللاذقية “نضال ميكائيل” كلمة عن اللاذقية قال في موجز من مقدمتها :” لاذقيتنا العزيزة الغالية،محافظة السياحة والاصطياف الأولى في البلاد، وهي مجمع الثلاثة التي تُذهب عن المرء الحزن (الخضرة والماء والوجه الحسن) في سهلها وبحرها وجبالها، أرضٌ يتغلغل التاريخ في أعماقها ويظلل الجمال مهادها , إنها مصيف سورية ومشتاها معاً إنها قبلة كلّ سائحٍ ومصطاف ومحب للطبيعة والتاريخ”.
كما قدم اللواء المتقاعد” رضا شريقي”، رئيس رابطة المحاربين القدماء باللاذقية ورئيس مجلس إدارة نادي (أوغاريت) الثقافي، كلمة للاذقية الحالية ولتاريخها بأيامه المرتبطة بالكثير من المناسبات السعيدة منها والمؤلمة التي مرّتْ على سورية، مستعرضاً المنعطفات التاريخية التي مرت وغيرت وجه اللاذقية،وختم شريقي كلمته بإيمانه بالقادم الأفضل للاذقية وسورية انطلاقاً من إيمان الشعب السوري بحقه وإصراره دائماً على الحياة.
كما كان للشاعر رياض درويش، رئيس تحرير جريدة الوحدة سابقاً مشاركته، فألقى قصيدة شعرية للاذقية قال في أبياتها الأولى:
من أيّ أمسٍ أتتْ للحبّ عنوان؟ وكيف يُهجى الهوى من روحها الآن؟
على شواطئها البحر كم موجة حملت ملح الوفاء وغنّتْ لحن نجوانا
في حضرة البحر يحلو البوح لاقمرٌ يغفو لا نجمة ضاقت بلقيانا
أجفان صحوٍ عروس الشمس تصبحنا فوق الرمال إلى أيام نعمانا.
ويتابع الشعر أغانيه مع عدد من الشعراء حيث تراتبت الحروف منمقةً تصافح روحها على مدارات الحب والحياة, مع ” د. عبد الله حسن” اختصاص ( أذن أنف حنجرة), وقفة أدبية أنشد فيها مجموعة من القصائد الوجدانية والإنسانية، تنوعت مواضيعها بين الوطني والإنساني والعاطفي.
كما قدم الشاعر ” تمام حمود” ( عضو المكتب التنفيذي لفرع الإتحاد الرياضي العام) أيضاً مجموعة من قصائده الشعرية تناولت موضوعات الإنسان وشغفه. ومع “م. مهند علي حاتم” كان لحضوره ولمشاركته الشعرية نصيب في هذه الاحتفالية، حينما تغنى بقصيدة بعنوان ( آلامنا). كما قدّم الشاعر” مالك معروف” كلمته عن الأدب وقيمته في بناء الذات والإنسان عبر كل العصور والدور الثقافي وأهميته في تطور المجتمعات وتميزها.
كما كان للملتقى ضيوفه من الملتقيات الأخرى في اللاذقية، حيث شارك حسن الخطيب مدير ملتقى(تسامى) الثقافي ومختار ( حي الثورة ٢) هذه الاحتفالية بكلمة أدبية تناثرت حروفها على اللاذقية وأهلها وسورية وروحها القديمة منها والحديثة,ووجه التحية لكل بناء ثقافي حقيقي يسهم في إعمار وبناء الإنسان.
وللاغتراب حضوره السوري في هذا الملتقى حيث تحدث المغترب السوري “هيثم صقور” قائلاً : ” نحن سفراء لبلدنا لأننا حاولنا كسر قانون قيصر هذا القانون الجائر على بلدنا الحبيب سورية،وأنا السوري بدأت بكسره عندما كلفتني وزارة الاقتصاد البلغارية في الشرق الأوسط ووفاءٍ لبلدي قمنا بتمثيل وزارة الاقتصاد البلغارية، وركزت على العلاقة بين سورية وبلغاريا,وهناك الآن فعاليات اقتصادية متطورة وبطرق شتى, بإذن الله بلدنا يتطور ويسير نحو الأفضل بعد هذه المعاناة الطويلة,،ونحن كسفراء للجمهورية العربية السورية في النهج,نقف بكامل إمكاناتنا مع سورية لإعادة بناء الكلمة والفعل، والشعب السوري شعب معطاء وذكيّ وشعب ناجح وخلاق لذلك كل سوري هو سفير لبلده “.
كما تحدث المغترب الفلسطيني السوري هاني جلبوط ( العضو السابق للأمانة العامة للملتقيات الفلسطينية في الشتات ) عن مؤتمر المغتربين الذي انعقد منذ فترة قريبة بدمشق والتسهيلات الهائلة التي قدمتها الحكومة السورية في استضافة هذا المؤتمر وإنجاحه .
وفي الختام وكما البداية كان للباحث الأديب نعيسة الحديث، حيث تمت المشاركة مع الحضور في استذكار بعض التواريخ والمواقع الجغرافية الهامة في مدينة اللاذقية، وليكون الشكر المتبادل بين الجميع والتمني لسورية الخير كل الخير هو ختام هذا المهرجان.
سلمى حلوم