كــلام فــــي الكــرة…متخلفون أم متقاعسون ؟ا

العدد: 9321

27-3-2019

 

هل هو قدرنا ومكتوب علينا أن نبقى متخلفين عن غيرنا في كل المجالات الرياضية عموماً وكرة القدم منها خصوصاً بحيث نجلس خلف كراسينا نراقب تطور الرياضة في بلدان القارات الخمس ونتحسر على واقعنا وأحلامنا ومستقبلنا ؟ هل لدينا حدود وخطوط حمراء ممنوع علينا تجاوزها، أم أننا رسمنا تلك الحدود والخطوط بأيدينا وجلسنا خلفها مرتاحي البال هانئين ببقايا الرياضة وبلا هم ولا وجع رأس بعد أن أصبحت الرياضة عملاقاً هائلاً يمد أذرعه نحو الصناعة والتجارة والسياسة والسياحة والبرمجة والتخطيط والاعلام والاعلان والأموال، ونحن ما زلنا أطفالاً نحبو في عصر الهواية نتلمس طريق النجاة في قارب الاحتراف المثقوب بكثير من التوقعات والأوهام والفلكيات والتنجيم وبيع الأحلام إلى الجماهير تارة بالتقسيط وأخرى بالجملة وأحياناً (بالأوكازيون).
هل نحن مصابون بالعجز في عمودنا الفقري وبالخمول في تفكيرنا العقلاني بحيث نتمسك بمراكزنا ومصالحنا وكراسينا ومكاسبنا، ونشد عليها بأيدينا وأرجلنا وأسناننا خوف ضياعها في متاهات التغيير؟ لماذا نقيد أنفسنا ونضع السلاسل حول أعناقنا ورؤوسنا يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام بحيث أصبحت الأمور مجرد عادات وتقاليد نورثها لبعضنا البعض.. ألم يحن الوقت للمصارحة والمكاشفة والمراجعة والمتابعة والواقعية بعيداً عن بيع الأحلام والأوهام ؟ ألا يجب أن نبدأ بالبرمجة ووضع الخطط والاستراتيجيات بعيداً عن الفوضى كي نكتشف الدواء الناجع للعلل المزمنة الموجعة ؟ أليس من المفترض أن نفكر بالتغيير بعيداً عن الترقيع والتجميع والضرب والطرح وتوزيع المكاسب ؟ ألم يحن الوقت لاعتبار المنصب واجباً وطنياً خارج حدود الوهم والوجاهة والبيع والشراء والاتهامات والفساد ؟ ألا يحق لجمهورنا العظيم أن يفرح بعد أن أدمن الانتظار والقهر ؟ فإذا لم يكن الوقت مناسباً بعد فتلك كارثة وطنية تستوجب إعادة النظر بالأسس والأنظمة والسياسات والهيكليات التي تقوم عليها الرياضة من القاعدة إلى القمة، واستبدالها بهرم رياضي يقوم على الشفافية والعقلانية والاحساس بالانتماء إلى الوطن وأحلام الجماهير وتطلعاتها.

المهندس ســــامــر زيــــــن 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار