الوحدة: 23-5-2022
كنّا صغاراً نتخيل النجوم أحصنة بيضاً، نحلم في اعتلاء ظهورها للوصول إلى ينابيع السماء…وكان أهل قريتي يعتقدون، أن نهر قريتنا الكبير ينبع من بين أصابع الآلهة، ويهبط ماؤه من السماء ليسقي الحقول والجبال والينابيع… كرومنا كانت تزهو بالمحبة، وقت تتفتح الأزهار، وتقبل المواسم، ونبدأ الحصاد وجني العناقيد… وننسى حكاية التعب.
هي أيضاً بيوتنا الطينية الفقيرة، كانت تزهو بالأغاني والمواويل، والضحكات، ورجع نايات القصب.
** *
لماذا الحروب؟!
في الحروب تصاب المقابر بالملل والضجر، هل لأن الموتى يزاحمون الموتى في قبورهم؟!
لماذا لا نكون كالحمام.
نندّي قلوبنا بالمحبة، كي نبعث فيها أمل النهارات المشرقة، الموردّة بضحكات أطفالنا.!
أليست الحروب هي من تدفن هدهدات الأمهات، اللواتي كنّ يهززن أسرّة فلذات أكبادهن، ويغنين نومهن الهادئ الجميل… متمنيات لهم أجمل الأيام، وأجمل الفصول، وأجمل الأقمار.
* * *
“لن تجدوني صباحاً في أي مكان” إذن، كيف سنجدك أيها الشاهق كنجمة؟!
في قصائد الشعراء؟
بين أصابع العازفين ألحان السعادة؟
خلف الشفق الفارق بين أصابع الموج؟!
أم تحت سماء مزينة بأجنحة الأرواح التي قضت دفاعاً عن الحق والوطن؟!
* * *
“أود في عالمنا الدامي، أن أزرع وردة بيضاء على الأيدي الحرة، وأنا أتقاسم نصيبي مع الفقراء” من زاد الأيام .
ونود يا صديقي أن نكسر معاً تلك الأيدي التي زرعت الأرض حروباً ودماراً …. وأن نزرع معاً، ملايين الورود، كي تتفتح بين أصابع الشعراء قصائد كثيرة عن الحب والسلام والإخاء.
نودّ، معاً، أن نضيء السماء بقناديل التسامح، وهمسات النجوم للشارد من ريح.
بديع صقور