الوحدة 9-5-2022
ينابيع الحياة تجري.. قناديل السماء تسْطع.. لك أن تروي ظمأك من أي نبع تشاء، ولكن حاذر ألا تلوث بقية الينابيع.. دعها تجرِ بسلام.. لا تلوث بدخان حقدك بيت الأرض.. – أينما اتجهن فثمة هواء.. خذ حصتك ودع ما تبقى لغيرك من هواء الكون.. ****** – عصفورك السجين داخل قفصه المعلق على جدار بيتك.. كلَّ صباح يغني حريته.. إذا ما اجتمعت عصافير الغابة لتشاركه غناءه الحزين.. فلا تطلق عليها النار. – تذودُ عن نعيم آخرتك بقتل الآخرين!. أية آخرة هذه التي ترتضيها لنفسك؟! – ما من زهرة ترغب بأن يكون بحوزتها بندقية.. لماذا لا نكون كالأزهار، نمنح العطر والجمال، بدل من أن نكون سيوفاً مشرعة فوق رقاب العباد؟! ***** ابتسامة على ثغر نهار.. دمعة على خدِّ جرح.. كلّما امتلأت محاجر السحاب بالدموع تقترب من الأرض، لترخي حمولتها من الدموع كي تروي ظمأ الحقول والينابيع.. كلّما داهمها العطش. ******* حينما يتوقف المطر، ويهاجر في البعيد، تشكو الينابيع تعب الجريان.. الأنهار تتوسل إلى الينابيع ألّا تنقطع عن زيارتها أبداً.. ***** “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”. بالأمس كان يحلم برغيف وابتسامة، ويستأنس بنجوم الليل، وهو يسري فوق دروبه سعياً وراء حلم أكبر من نجم.. وحيداً تصحبه نجمة الصبح، صديقة القبرات وهمسات النسيم الشاردة.. واليوم يحلم بأن تتوقف الحرب، ويخبو صوت الرصاص، ويكفّ القتلة عن رشق أبنائه بزخاته الفاخرة، وتدمير بيته بالعبوات الناسفة.. وآه النابعة من قلبه المفجوع: إلى متى هذا الحطام؟! متى يعود ربيع الحبّ إلى ربوع أهله وأرضه؟ متى سيكون ذلك الغد الذي يعود به إلى أسفاره العذبة، كي يملأ سلته بعناقيد المحبة والزهور؟
بديع صقور