الوحدة 9-5-2022
الحياة..العيش..الخيبات.. الفقدان..الأمنيات الحائرة الّتي يسخرُ منها الواقع..يَمحقُنا الغوصُ في حضيضِ الهاويةِ فنحنُ الدّخيلون على مجاري تلك الفوضى ،إنّنا في ذمّةِ عنفوانِ تَردّدنا القاتلُ والقتيل . لا يستهويكَ القادة فلسنا بأسيادِ الأرض ولا الأقلام ، فقط يُحرّضنا الإرغامُ على الصّعودِ حدّ الهامة، فتظننا رسلاً نجسّد الشّجاعةَ والقوّةَ وما هي إلّا القوّة الخائرةَ الّتي تجمعُكَ بها الهوامشُ والضّواحي الّتي ينمو منها الشّتاتَ، الأمرُ أشبهُ بجثمانٍ تتناوبُ النقمُ بالميلِ على آثارهِ ،فتنكرنا الأجسادُ والأسماءُ وتقذفنا نحو المُنتصف، فنعودُ أدراجَنا بتريّثِ الخُطى و كهلِ الوجدان. دعكَ من هذا الوهن فالخدرُ لا ينهبنا حقّ المواجهةِ ولا يُعيقنا من التّقدّمِ بجسدٍ هزيلٍ و قلبٍ أخرقٍ لكنّهُ يُجيد لغةَ الحبِّ والحربِ وتجذبهُ الموسيقا بشتّى أشكالها فيتناغمُ بالميلِ والرقصِ مع نوتات الخذل، فما الّذي تراهُ في مَلمحِ إنسيّ تُرسَم على وجههِ تعابير الفرح في ظلٍّ من الإنكسارات المتتالية؟، تَرى من الجبروتِ ما يجعلكَ تسكن عندهُ، يمكنكَ مناداتهُ بجنديِّ الأرض أو بملائكةِ السّماء، فالفرق الوحيد بينهما هو الموطنُ حيث صلابةُ المرءِ تولدُ، فالسّماء تستدعيكَ لتحلم أمّا الأرض تعلّمكَ كيف تَنتشلُ نفسكَ من القاعِ إلى القمّةِ بين دمعةٍ وضُحى خذلانها، فنجومُ الأرضِ تُلذعُ لتضيء وتُفنى مراراً لتعي كيف تعيش ، وهنا يحتكّ العاقلُ والمجنون وينتسبان لرّوحٍ واحدةٍ ، فالأرض هي صورةُ السّماء ولكن بسكانٍ متفاوتين بالنهجِ كافّة، إلا أنّك لن تتمكن من المرورِ بصراطِ السّماءِ دون اجتياز سبيل المحنِ على الأرض.
غزل حاتم