مشاريع شاطئية صغيرة تناسب الجيوب

 

الوحدة: 8-5-2022

ملامح الصيف وحرارته المرتفعة على الأبواب، وهذا الأمر بالّلاشعور ينتاب الجميع كبيراً وصغيراً للتفكير بنزهات البحر والاستجمام على الشواطئ للتخفيف من ضغط الصيف وشمسه الحارقة، لكن .. هل هذه النزهة يمتلك مقوماتها ومعطياتها الجميع، وهل بات المجال مفتوحاً ليكون البحر مسموحاً ومباحاً لتلك الزيارة؟ ..

مبدأ أقلّ الخسائر لتلك الزيارة أصبح من الماضي، لكن ليس للجميع، هناك طبقات مجتمعية يمكنها ممارسة هذه الزيارات على شواطئ أجنبية غير مكترثة بالفواتير والحساب، أي أنّها قادرة على المكوث بأهم وأفضل شواطئنا وأفخم منتجعاتنا لفترات طويلة (إذا لم يداهمها الملل)، أمّا الطبقة الأخرى من مُحبي المياه المالحة، فعليها القيام بجردة حساب متأنية قبل الإقدام على الخطوة المذكورة، وقد كان هناك مطارح مقبولة يمكن لهذه الفئة قضاء رغبتها وهواياتها على رمالها، لكنها (استُكترت عليهم)، ففي الآونة الأخيرة تحوّلت إلى مستعمرات خاصّة، دخلتها قوى الاستثمار والتخصّص بمساحات مترية سياحية، وبخدمات مقبولة قياساً للمنتجعات الفارهة الضخمة، وبالتالي مُنعت طبقة وأصحاب الدخل المحدود بطريقة غير مباشرة من دخولها، الأمر الذي اضطرها للتفكير بالأنسب وهو الشواطئ الشعبية المفتوحة لقضاء بعض الوقت على رمال ستبقى عالقة على ذاكرة أجسادها، أو الاستكانة لأمكنة صخرية خطيرة بعيدة عن متناول الاستثمارات وتأجير الشماسي وكراسيها والدفع بالتي هي أحسن، فهل باتت الشواطئ البعيدة في رأس البسيط هي الحل الأخير، حيث تكمن هناك عناوين جميلة تمثلها الشاليهات العمّالية المتواضعة القريبة جداً من منطق الجيوب الفقيرة، وحتى لا نبخس حقّها الكمالي فهي مخدّمة ومجهّزة لاستقبال زوّارها أحسن استقبال وتحديداً من طبقة العمّال الهاربين من جور الشواطئ الأخرى لتكون مستقراً مؤقتاً يترك أثراً جميلاً عند زوّارها، وهذه التجربة الفريدة يمكن تعميمها من قبل العارفين بالوضع السياحي بما يتناسب ومعيشة المواطن، والقيام بإشادة ضواحٍ بمثابة مشاريع صغيرة وشاليهات مجهّزة بأفضل الخدمات، وهنا تكمن المنافسة المعقولة مع تجّار الشواطئ الرملية (الفارهة) وفرض هيبة ومقولة أنّ البحر مسخّر لمتعة الجميع، إضافة للحاجة الماسّة إلى توظيف الكثير من العاطلين عن العمل داخل تلك المشاريع وباختصاصات متنوّعة، والأغلبية بارعون بذلك.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار