أم بحجم وطن الشهداء والغار

الوحدة : 6-5-2022

 (ابني ..حبيبي.. يا نور عيني ..يضرب بك المثل..كل الحبايب بتهنيني ..طبعاً ..أنا أم البطل )أغنية لم تقتصر على مطربة في ذاك الزمان،,فهي ترتيلة كل أم سورية ..

استشهد مجد واجتمع الجيران والأهل والرفاق، وكان لمجد منهم البكاء والدموع والدعاء لتخرج أم مجد(كفى كنعان) إليهم وتقول : لا بكاء ولا دموع, هللوا لمجد الذي له اليوم زفاف لطالما انتظرته وله اليوم الموعود، هنئوني وباركوا لي، فاليوم ابني حبيبي نور عيني، خلفني تاج العزة والكرامة وأصبحت أم الشهيد ،أم البطل مجد.

أم ولدت حرة نقية من رحم الأرض وكبد السماء، ليسكنها فرح أبدي ويمتلئ منها وطن لطالما أنجبت له الرجال وأتقنت صناعتهم على كل درب وساحة حرب وقتال, أم بحجم وطن ، أم حاتم أم الشهداء الخمسة ( كامل, فيصل, علاء, حازم, علي صالح ) رجال الله عاهدوا وصدقوا (ادعي لي يا أمي ألا يرتجف قلبي وتهتز يداي، ويكون عدوي صاغراً في عيني وضعيفاً،أرجوك أن ترضي عني وسامحيني فلن أعود بغير النصر أو الشهادة).

يوم زرتها ..حديقة البيت تزهو بأناشيدهم والحيطان رصعت بصورهم لتخشع القلوب وأم حاتم تستقبل زوارها بالتهليل والترحيب (كرمى عيون الأحباب) ولا تنفلت دمعة حبيسة بين الأهداب، فهي مؤمنة بالقدر وإن اختار الله أولادها وشاء فهم من أولاده الصالحين، تقول : ربيتهم كل شبر بندر بعد وفاة والدهم وهم صغار وكبروا في مدارس الأبطال والقادة العظماء،أرواحهم المشتعلة بحب الوطن دفعتهم ليكونوا في الصفوف الأولى على الجبهات،والله أكرمهم بالشهادة لتتوالى علي أعراسهم ،و لاتشبع عيوني من مرآهم وصورهم وأسمع ضحكاتهم في فناء الدار،فهم يقبعون بين الفؤاد والأضلاع، أحبابي لم يتركوني يوماً لغير واجبهم في حماية الوطن وأهلهم،ولتكون دارهم خير منزلة ونعم الدار.

من أبجدية عشق لا يموت ومن كتاب مسطور نسجت قصائدها وبردة وطن في يوم موعود،والوعد وعد عند الخنساء هناء هاشم حاج عبد الله، وقد وجدتها تجلس بجانب طاقات من ورود تغطي قبر الشهيد هاشم وعيناها تغص بالدموع وتفيض في قلب جف ماؤه على أبنائها الأربعة الشهداء والذين تكللت جثامينهم في أرض المعركة مع رفاقهم من جنود الله (هيثم في حلب،هاني في ريف إدلب، أحمد في حماة) تراها زائرة لضناها كل يوم جمعة وفي الأعياد وغيرها، تبسط يدها على القبر تتلمس خلاياه وترفعها بالدعوات والصلوات،عندليب يشدو أو هديل حمام.

هدى سلوم

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار